فرج بعد الشدة

أبی علی المحسن بن أبی القاسم التنوخی

جلد 1 -صفحه : 194/ 132
نمايش فراداده

قتلك و لم يكن عندهم خبر صرفك و لا خبر ورود هذا العامل فقتلوه على أنه أنت و هرب أصحابه و أهل البلد يخافونك فقم حتى تمشى إلى بغداد لئلا يبلغهم كونك هنا فيقصدونك و يقتلونك و كسر القيد ، و قام هو و غلامه يمشيان على جادة إلى أن بعدا و دخلا قرية و استأجر ا منها ما ركباه إلى بغداد و لقى المصروف الوزير و دب على المقتول و أنه أفسد الناحية و أثار فتنة مع العرب فأمره الوزير على الناحية و ضم اليه جيشا إلى كوثى و تحصن بالجيش و أرهب العرب و أرضاهم إلى أن صالحهم أثبتهم و سكن إليهم و سكنوا اليه و زال خوفه و استقام له أمر عمله .

أخبرني أبو الفرج الاموى المعروف بالاصفهاني بإسناده عن إبراهيم بن المهدي ، قال : غضب على محمد الامين في بعض هناته فسلمني إلى كوثر فحبسني في سرداب و أغلقه على فمكثت فيه ليلتى فلما أصبحت فإذا أنا بشيخ قد خرج على من زاوية السرداب و دفع إلى وسطا و قال : كل .

فأكلت ثم أخرج قنينة من شراب فشربت ثم قال : غن لي .

فقلت : لي مدة لابد أبلغها معلومة فإذا انقضت مت لو ساورتنى الاسد ضارية لغلبتها إن لم يجى الوقت فغنيته فسمعني كوثر فصار إلى محمد و قال له : قد جن عمك ! هو جالس يغنى بكيت و كيت .

فأمر بإحضارى فأحضرت و أخبرته بالقصة فرضى عني و أمر لي بسبعمائة ألف درهم حبس عبد الله بن طاهر محمد بن أسلم الطوسى فكتب اليه بعض إخوانه يعزيه على مكانه فأجابه ابن أسلم : كتبت لي تعزينى و إنما كان يحب أن تهنينى أريت العجائب و عرضت لي المصائب إنى رأيت الله عز و جل يتحبب إلى من يؤذيه فكيف إلى من يؤذى فيه ، إنى نزلت بيتا سقطت عني فيه فروض و حقوق منها : الجمعة ، و الامر بالمعروف ، و النهى عن المنكر ، و عيادة المريض ، و قضاء حقوق الاخوان و ما نزلت بيتا خيرا في ديني منه .

فأخبر بذلك عبد الله بن طاهر فقال : نحن في حاجة إلى ابن أسلم أطلقوة و كان المأمون قد غضب على فرج الزحمى فكلمه