فرج بعد الشدة جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
شدائد ألوان أعفيت من القتل و نقلت إلى المطبق ، و فى هذا الحديد من منذ ست عشرة سنة .قال : فاستعظمت محنته وبهت من حديثه .فقال مالك و الله ما آيس مع ذلك من فضل الله عز و جل فان من ساعة إلى ساعه فرجا .قال : فو الله ما خلص كلامه من فيه حتى ارتفعت ضجة عظيمة و كسر الحبس و وصلت العامة إلى المطبق و مكائده فأخرجوا كل من كان في الحبس و خرج الرجل من جملتهم فانصرفت و أنا أريد بيتي فإذا نازوك قد أقبل و الفتنة قد ثأرت ، و فرج الله عز و جل عن الرجل بلغني عن رجل من أهل كوثى قال : كان يتقلد بلدنا عامل من قبل أبى الحسين بن الفرات في بعض وزارته فافتح الخراج و اشتد في المطالبة و كان في أطراف البلد قوم من العرب قد زرعوا من الارض ما لا يتجاسر الاكرة على زراعته ، و كان العمال يسامحونهم ببعض ما يجب عليهم من الخراج فطالبهم هذا العامل بالخراج على التمام أسوة الاكرة و أحضر أحدهم فحقق عليه المطالبة و هو يمتنع فأمر بصفعه حتى أدى الخراج و انصرف فشكى إلى بني عمه فتوافقوا على كبس العامل ليلا و قتله و راسلوا غيرهم من العرب و تواعدوا على ليلة معلومة فلما كان اليوم الذي يليه تلك الليلة ورد إلى الناحية عامل آخر صارفا للاول فقبض عليه و صرفه و ضربه بالمقارع و أخذ خطه بمال و قيده و أمر أن يحمل إلى قرية أخرى على فراسخ من البلد فيحبس فيها ، و و كل به عشرة من الرجال فسيروه مرة ماشيا و مرة على حمار فكاد مما لحقه أن يتلف و حصل تلك القرية و كان له غلام قد رباه و هو خصيص به عارف بجميع أموره فهرب عند ورود الصارف ، فلما كان من الغد لم يشعر المصروف المحبوس إلا و غلامه الذي رباه قد دخل عليه فكانت محنته اليه أشد عليه من جميع ما لحقه اشقاقا على الغلام و على نفسه مما يعرفه الغلام أن يكون قد دل عليه ، فقال الغلام : هات رجلك حتى أكسر قيودك و تقوم تدخل بغداد .فقال له : و أين الرجالة الموكلون بي ؟ فقال يا مولاى قد فرج الله تعالى و هرب الرجالة .فقال : ما سبب هذا ؟ قال إن الاعراب الذين كنت صفعت منهم واحدا و طالبته بالخراج كبسوا البارحة دار العمالة و عندهم أنك أنت العامل و قد عملوا على