: حديث لمحمد بن سليمان عن كيفية وصوله إلى مركزه الذى هو فيه وشكره لله تعالى ،رؤيا أحمد بن طولون . - 189
إلى المولى الجليل ، مسنى الضر و الخوف و أنت أرحم الراحمين .فبحق محمد و آل محمد اكشف همى ، و حزني و فرج عني " .و اطرح الرقعة ، في هذا النهر و أومأ إلى ساقية كانت تجري هناك في المطبخ فانتهت من نومى و كتبت الرقعة و طرحتها في الساقية فلما كان السحر استدعاني القرمطي فلم أشك أنه القتل .فلما دخلت اليه أدنانى و اجلسني و قال : قد كان رأيي فيك هذا إلا أنى قد رأيت تخليتك فخرجت فإذا على الباب راحلة و رجل يصحبنى فركبت و دخلت البصرة سالما و لحقت أبا الهيجاء بها فدخلنا معا إلى بغداد و قال أبو الحسن على ابن زكي .قال : كنت مع صاحبي عيسى البوسرى و كان مضافا لمحمد بن سلمان الكاتب على حرب الطولونية إلى أن افتتحت مصر فتقلد قال : قال عيسى خرج يوما محمد بن سليمان إلى ظاهر الفسطاط فانتهى به السير إلى قبة كانت لاحمد ابن طولون يقال لها قبة الهواء مطلة على النيل و على البر فجلس فيها و معه الحسين ابن حمدان ، و جماعة من القواد ثم قال : الحمد لله الذي بيده الامر كله يفعل ما يشاء .فقال له : الحسين بن حمدان لا شك أن تجديدك الحمد لامر ؟ قال : نعم .و هو عجيب ظريف ذكرته الساعة و هو أنى نزعت إلى مصر و أنا في حال رثة في زى صغار الاتباع فضاق على المعاش بها فاتصلت بلؤلؤ الطولونى فأجرى على دينارين في كل شهر ، و صيرنى مشرفا في اصطبله على كراعه فكنت هناك من حيث لا يعرف وجهي جيدا و لا أقدم على الوقوف بين يديه ، فلما كان بعض الايام أحضرنى فقال : ويحك من أين يعرفك الامير ؟ يعنى : أحمد بن طولون .فقلت : و الله ما رآنى قط و لا وقعت عينه على إلا في الطريق و لا محلى محل من يتصدى للقائه .فقال دعاني الساعة و هو في قبة الهواء فقال : معك رجل أشقر أشهل يقال له محمد بن سليمان .فقلت : ما أعرفه فقال : بل هو في جنبتك فأبعده عنك فإنى رأيته البارحة و فى يده مكنسة يكنس داري بها .فتوق ويحك و لا تتعرف إلى أحد من حاشيته و أقرنى على أمري فامتثلت أمره و مضت لهذا الحديث شهور ثم دعاني ثانية فقال : ويحك ماذا بليت به منك و بليت أنت به من هذا الامير دعاني بعدة من أصحاب الرسائل