رواية عمرو بن معدى كرت الزبيدى عن كيفية فكه لاسرى بنى مذجح . - 144
صعد إلى القلعة من حاشية عضد الدولة إلى محمد في حبسه جزع جزعا شديدا و لم يشك في أنهم دخلوا بأمر أبى تغلب لقتله ، فأخذ يتضرع و يقول ما يدعو أخى إلى قتلى .فقال له صالح : لا خوف عليك و إنما أمر الملك أن نطلقك و تمضى اليه مكرما ، فانه قد ملك هذه البلاد .فقال : أغلب ملك الروم على هذه النواحى و فتحت له القلعة ؟ قال : لا .و لكن الملك عضد الدولة .قال الذي كان بشيراز ؟ قال : نعم و قد جاء إلى بغداد فقال محمد : و أين بختيار ؟ فقالوا قتل .قال و أين أبو تغلب ؟ قالوا انهزم و دخل إلى بلاد الروم .قال : و أين الملك عضد الدولة ؟ قالوا بالموصل .و هو ذا تحمل اليه مطلقا مكرما فسجد حينئذ و بكى بكاء شديدا و حمد الله عز و جل و جاؤا ليفكوا حديده و أغلاله فقال لا أمكن من ذلك إلا بعد أن يشاهد حالي الملك فحمل إلى الموصل فرأيته و قد أصعد به مقيدا من المعبر الذي عبر فيه في دجلة إلى دار أبى تغلب التي نزلها عضد الدولة بالموصل و أنا إذ ذاك أ تقلدها له و جميع ما فتحه مما كان في يد أبى تغلب مضافا إلى حلوان و قطعة من طريق خراسان ، فرأيت محمدا يمشى في قيوده حتى دخل اليه فقبل الارض بين يديه و دعا له و شكره ، و أخرج إلى حجرة من الدار فأخذ حديده و حمل على فرس فاره بمركب من ذهب ، و قيد بين يديه خمس دواب بمراكب فضة مذهبة و خمس بجلالها ، و ثلاثون بغلا بأفكها محملة ما لا صامتا ، و من صنوف الثياب الفاخرة و الفرش السري و الطيب و الآلات المرتفعة القدر و العلو فات و الحيوان و الحلو و الطعام و نقل و فاكهة و أنبذة و غير ذلك ثم أقطعه بعد أيام أقطاعا بثلثمائة ألف درهم و ولاه إمارة بلده و أعماله و هو الذي كان يتولاه لابى تغلب .و ذكر الحسين القاضي في كتابه : " كتاب الفرج بعد الشدة " قال : بلغني أن عمرو بن معدى كرب الزبيدي قال : خرجت في خيل من بني زبيد أريد غطفان فبينما أنا أسير و قد انفردت من أصحابى إذ سمعت صوت رجل ينشد شعر فتفهمته فحفظته و هو هذا :