: قصة لوط عليه السلام ، قصة يعقوب ويوسف عليهما السلام ، قصة أيوب عليه السلام ،قصة يونس عليه السلام ، قصة ذو النون عليه السلام قصة موسى عليه السلام ، قصة شعيب مع موسى عليهما السلام . - 16
و قال تعالى : ( و لقد آتينا إبراهيم رشده من قبل و كنا به عالمين ( 1 ) ثم اقتص قصته في قوله تعالى : ( قالوا حرقوه و انصروا آلهتكم إن كنتم فاعلين ، قلنا : يا نار كوني بردا و سلاما على إبراهيم و أرادوا به كيدا فجعلناهم الاخسرين و نجيناه و لوطا إلى الارض التي باركنا فيها للعالمين - إلى قوله تعالى - و جعلناهم أئمة يهدون بأمرنا ( 2 ) و ما كلفه الله تعالى إياه من مفارقة وطنه بالشام لما غارت عليه سارة من أم ولده هاجر ، فهاجر بها و بابنه منها اسماعيل الذبيح عليه السلام فأسكنهما بواد ذي زرع ، نازحين بعيدين منه ، حتى أنبع الله عز و جل لهما الماء ، و تابع عليهما النعماء ، و أحسن لابراهيم فيهما الصنع .
و الفائدة النفع .
و جعل لاسماعيل النسل و النبوة و العدد و الملك هذا بعد أن كان أمر سبحانه و تعالى إبراهيم عليه السلام أن يجعل ابنه اسماعيل لسبيل الذبح .
قال الله تعالى فيما اقتصه من ذكره في سورة الصافات : ( فبشرناه بغلام حليم فلما بلغ معه السعي قال يا بني إنى أرى في المنام انى أذبحك فانظر ماذا ترى ، قال يا أبت أفعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين فلما أسلما و تله للجبين ، و ناديناه أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزى المحسنين إن هذا لهو البلاء المبين ، و فديناه بذبح عظيم و تركنا عليه في الآخرين ( 3 ) فلا بلاء أعظم من بلاء شهد الله جل ثناؤه أنه بلاء مبين ، و هو تكليف إنسان أن يجعل سبيل الذبح ابنه و تكليفه هو و المذبوح أن يؤمنا و يصبرا و يسلما و يحتسبا .
فلما أديا ما كلفا من ذلك و علم الله جل جلاله منهما صدق الايمان ، و الصبر ، و التسليم ، و الاذعان ، فدى الابن بذبح عظيم ، و خصلهما من تلك الشدائد الهائلة و من هذا الباب قصة لوط عليه السلام لما نهى قومه عن الفاحشة فعصوه و كذبوه ، و تضييفه الملائكة عليهم السلام فطالبوه بما طالبوه
1 - الانبياء 51 ( 2 ) الانبياء 68 - 72 ( 3 ) الصافات 101 - 108