: قضل قراءة سورة الفيل فى ركعتى الفجر ، وسورة ألم نشرح لمن أصابه الكرب والهم . - 26
ابن المعلى بن أيوب حدثه عن أبيه قال : قال المعلى بن أيوب : أعتنى الفضل ابن مروان و نحن في بعض الاسفار فطالبنى بعمل بعيد يعمل في مدة بعيدة و اقتضانيه في كل يوم مرارا إلى أن أمرني عن المعتصم أن لا أبرح إلا بعد الفراغ منه .فقعدت في ثيابي و جاء الليل فجعلت بين يدى نفاطة و طرح غلماني أنفسهم حولى و ورد على أمر عظيم لانى قلت ما تجاسر على أن يوكل بي إلا وقف على سوء رأى في من المعتصم .قال : فانى لجالس و ذقنى على يدى و قد مضى من الليل بعضه و أنا مفكر فحملتنى عيني فنمت فرأيت كأن شخصا قد مثل بين يدى و هو يقول : ( قل من ينجيكم من ظلمات البر و البحر تدعونه تضرعا و خفية لئن أنجينا من هذه لنكونن من الشاكرين قل الله ينجيكم منها و من كل كرب ثم أنتم تشركون ( 1 ) ) ثم انتبهت فقرأتها فإذا أنا بمشعل قد أقبل من بعيد ، فلما قرب منى رأيت وراءه حمادا و نفس صاحب الحرس و قد أنكر نفاطتى فجاء ليعرف سببها فأخبرته خبرى فمضى إلى المعتصم فأخبره فإذا الرسل يطلبوننى فدخلت إليه و هو قاعد و لم يبق من الشمع إلا أسفله .فقال لي : ما خبرك فشرحته له .فقال لي : ويلى على النبطي يمتهنك ، وأى يد له عليك ، و أنت كاتبي كما هو كاتبي انصرف .قال : فانصرفت و بكرت إلى الفضل على عادتي لم أنكر شيئا .حدثني أبو الفضل محمد بن عبد الله في المذاكرة في خبر طويل لست أقوم عليه أن رجلا كانت بينه و بين رجل يتمكن من أذاه عداوة فخافه خوفا شديدا ، و أهمه أمره و لم يدر ما يصنع فرأى في منامه كأن قائلا يقول له : اقرأ في كل يوم في إحدى ركعتي الفجر ( ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل ( 2 ) ) إلى آخر السورة .قال فقرأتها فما مضت إلا شهور حتى كفيت أمر ذلك الرجل و أهلكه الله عز و جل و أنا أقرؤها إلى الآن .قال مؤلف هذا الكتاب : فوقعت أنا بعد ذلك في شدة لحقتني من عدو خفته فاستترت منه فجعلب دأبي قراءة هذه السورة في1 - الانعام 63 و 64 ( 2 ) الفيل 1