مابين الخليفة المأمون والحسين بن الضحاك الشاعر ، غضب المعتصم على الحسين بن الضحاك ، - 75
إياه عتبت تبارك و تعالى اسمه و ثناؤه .فقال أبو جعفر يا ربيع : أما ترى هذ التخلص .أخبرني أبو الفرج الاصفهانى عن محمد بن أبى الازهر قال : كنت بين يدى المأمون واقفا فادخل عليه ابن البواب الحاجب رقعة فيها أبيات شعر و قال : إن رأى أمير المؤمنين أن يأذن لي في إنشادها .فظنها له فقال : هات فأنشده : أجرني فانى قد ظلمأت إلى الوعد متى ينجز الوعد المؤكد بالعهد أعيذك من خلف الملوك و قد ترى تقطع أنفاسى عليك من الوجد رأى الله عبد الله خير عباده فملكه و الله أعلم بالعبد ألا إنما المأمون للناس بهجة مميزة بين الضلالة و الرشد فقال المأمون : أحسنت يا عبد الله .فقال يا أمير المؤمينن : بل أحسن قائلها .قال : و من هو ؟ قال : عبدك الحسين بن الضحاك .فغضب ثم قال لا خير و لا حيا الله من ذكرت و لا بياه ، و لا قربه و لا أنعم به عينا .أ ليس هو القائل شعرا : أعينى جودا و ابكيا لي محمدا و لا تدخرا دمعا عليه وأسعدا فلا تمت الاشياء بعد محمد و لا زال شمل الملك فيه مبددا و لا فرح المأمون بالملك بعده و لا زال في الدنيا طريدا مشردا هذا بذاك و لا شيء له عندنا .فقال له ابن البواب : فأين فضل أمير المؤمنين وسعة حلمه و عادته في العفو .فأمر بإحضاره ، فلما حضر سلم عليه فرد عليه ردا خافتا ، ثم أقبل عليه فقال أخبرني : هل عرفت يوم قتل أخى محمد رحمه الله هاشمية قتلت أو هتكت ؟ قال : لا .قال : فما معنى قولك : و مما شجى قلبى و كفكف عبرتي محارم من آل النبي استحلت و مهتوكة بالجلد عنها سجوفها كعاب كقرن الشمس حين تبدت إذا حفزتها روعة من منازع لها المرط عادت بالخضوع و ذلت و سرب ظباء من ذؤابة هاشم هتفن بدعوى خير حى و ميت أرد يدا منى إذا ما ذكرته على كبد حرا و قلب مفتت فلا بات ليل الشامتين بغبطة و لا بلغت آمالها ما تمنت