: قصة الخليفة المعتمد مع منصور الجمال . رواية أخرى عن هذا الخبر وحكايته مع الحداد . - 169
أخبرني أبو بكر محمد بن يحيى الصولي عن أحمد بن يزيد المهلبى قال : كنا ليلة ين يدى المعتمد فحمل عليه النبيذ فجعل يخفق برأسه نعاسا فقال : لا يبرحن أحد ثم نام مقدار نصف ساعة و انتبه ، و كأنه ما شرب شيئا .فقال : أحضروا لي من الحبس رجلا يعرف بمنصور الجمال .فأحضر فقال له منذ كم أنت محبوس ؟ .فقال منذ ثلاث سنين .قال : فاصدقنى عن خبرك ؟ قال أنا رجل من أهل الموصل كان لي جمل أعمل عليه و أعود بكرائه على أهلى فضاق الكسب على بالموصل ، فقلت أخرج إلى سر من رأى فان العمل ثم أكثر فخرجت فلما قربت منها إذا جماعة من الجنة قد ظفروا بقوم يقطعون الطريق و كتب صاحب البريد بعددهم و كانوا عشرة فأعطاهم واحد من العشرة ما لا على أن يطلقوه فأطلقوه و أخذونى مكانه و أخذوا جملي فسألتهم بالله عز و جل و عرفتهم خبرى فأبوا ثم حبسونى فمات بعض القوم و أطلق بعضهم و بقيت وحدي .فقال المعتمد : أحضرونى خمسمأة دينار فجاؤا بها .فقال : ادفعوها اليه و أجري عليه ثلاثين دينارا في كل شهر و قال اجعلوا أمر جمالنا اليه .ثم أقبل علينا فقال : رأيت الساعة النبي صلى الله عليه و سلم في النوم فقال : " يا أحمد وجه الساعة إلى الحبس و اخرج منصورا الجمال فإنه مظلوم و أحسن إليه " ففعلت ما رأيتم قال : ثم نام من وقته و انصرفنا و وقع إلى هذا الخبر بطريق آخر بأتم من هذه الرواية بإسناد هذا قال : كان المعتمد مع مع سماحة أخلاقه و كثرة جوده شديدا لعربدة على ندمائه إذا سكر لا يكاد يسلم له من العربدة مجلس إلا قل .قال : فاشتهى يوما أن يطبخ الاترج فجمع له شيء كثير مفرط العدة و عبى و خزم بعضه فاطبخ عليه فما ترك شيئا من الخلع و الخملانات و الصلات إلا عمله ذلك اليوم مع جلسائه و خصنى منه بأوفر نصيب و كان كثير الشرب و كانت علامته إذا أراد ينهض جلساؤه التفت إلى سرير لطيف كان إذا جلس استند اليه و يشيل برجله كأنه يريد أن يصعد فيقوموا فان كان يريد النوم صعده و إن لم يرد النوم رد رجله إذا قمنا و يتم شربه إما مع الحرم أو الخدم ، فلما كان ذلك اليوم جلسنا بحضرته نهارنا أجمع و قطعة من الليل ثم شال رجله فقمنا و انصرفت إلى حجرة