: قصة سليمان بن وهب وجماعة من الكتاب الذين سجنهم محمد بن عبد الملك وزير الواثق والافراج عنهم بواسطة ابن أبى داؤد . 104
فدنا الاموى و سلم بالخلافة و وقف .فرد عليه الرشيد ردا جميلا و أمره بالجلوس فجلس فأقبل عليه الرشيد يسائله عن حاله ، ثم قال له : إنه بلغنا عنك فضل هيئة ، و أمور أحببنا معها أن نراك و نسمع كلامك و نحسن إليك فاذكر حاجاتك .فأجاب الاموى جوابا جميلا و شكر و دعا و قال : أما حاجاتي فما لي إلا حاجة واحدة .قال : مقضية .فما هى ؟ قال يا أمير المؤمنين تردني إلى بلدي و أهلي و ولدي .قال نحن نفعل ذلك ، و لكن سل ما تحتاج اليه من مصالح جاهك و معاشك ، فإن مثلك لا يخلوا أن يحتاج إلى شيء من هذا ؟ .فقال : عمال أمير المؤمنين منصفون و قد استغنيت بعد لهم عن مسألته من ماله ، و أمورى منتظمة و أحوالى مستقيمة و كذلك أمور أهل البلد بالعدل الشامل في ظل دولة أمير المؤمنين .فقال الرشيد : انصرف محفوظا إلى بلدك .و اكتب لنا بأمر إن عرض لك .فودعه الاموى فلما ولي خارجا قال الرشيد يا منارة : احمله من وقتك و سر راجعا كما سيرته حتى إذا أوصلته إلى المجلس الذي أخذته منه فدعه و انصرف ففعلت ذلك .حدثني على بن هشام قال : سمعت أبا الحسن على بن عيسى يتحدث قال : سمعت عبيد الله بن سليمان بن وهب يقول : حدثني أبى قال : كنت أنا و العباس ابن الخصيب مع خلق من العمال و الكتاب معتقلين في يدى محمد بن عبد الملك في آخر وزرائه للواثق نطالب ببقيا مصادرات ، و نحن في إياس من الفرج إذ اشتدت علة الواثق و حجب ستة أيام عن الناس فدخل اليه أبو عبد الله أحمد بن أبى دؤاد القاضي فقال له الواثق يا أبا عبد الله : و كان يكنيه ذهبت منى الدنيا و الآخرة .قال : كلا يا أمير المؤمنين .قال : بلى و الله قد ذهبت منى الدنيا بما ترى من حضور الموت ، و ذهبت الآخرة بما أسلفت من العمل القبيح فهل عندك شيء من دواء ؟ قال : نعم يا أمير المؤمنين .قد عزل محمد بن عبد الملك كثيرا من الكتاب و العمال و ملا بهم الحبوس و لم يتحصل من جهتهم على شيء كثير و هم عدد كثير و وراءهم ألف يد ترفع إلى الله عز و جل بالدعاء عليك فتأمر بإطلاقهم لترتفع تلك الايادى بالدعاء لك فلعل الله يهبك العافية ، و على كل حال أنت محتاج إلى أن تقل خصومك .فقال :