: جواب طريح بن اسماعيل الثقفى لابى جعفر حين قال له اما اتفيت الله عزوجل حيث تقول للوليد - 74
ما بيني و بين ابن مقلة من الالفة و العشرة التي جمعتنا عليها خدمتك ، و الله ما كاتبته و لا راسلته و لا قضيت لها حقا بمعونة و لا غيرها مذ سخط الوزير عليه ، و هذه رقعته إلى تدل على ذلك و يسأل إعراض رقعة له على الوزير أيده الله و هي معي ، فان أذن عرضتها ؟ فقال : ادفع رقعته إلى .فقلت : اسأل الوزير أيده الله أن يكتم ذلك عن سيدي أبى أحمد يعنى المحسن ابنه فانى أخافه .قال : أفعل .ثم قرأ رقعة ابن مقلة فقال و الله يا أبا عبد الله : لقد تناهى هذا الرجل في السعاية على دمى و مالي و أهلي ، و لقد صح عندي أنه قال لما اسلم إلى حامد ، و الله لو قد علمت أن ابن الفرات يبقى بعد صرفه يوما وحدا ما سعيت به ، و و الله لقد كنت أدعو في حبسي بأن لا يمكننى الله عز و جل منه و لا من الباقطائى ، أما هو فلا حسانى العظيم عليه ، و أما الباقطائى فلقبح إساءته إلى .و إنه شيخ من شيوخ الكتاب و خفت العار بما كنت أعامله به لو حصل في يدى فأجيبت دعوتى في الباقطائى ، و لم تجب فيه ، و الآن فوحق محمد و آله عليهم السلام لا جرى على ابن مقلة مكروه أبدا بعد هذا ، و أنا أ تقدم بأخذه من يد المحسن فأنفذه مع سليمان ابن الحسن إلى فارس و أخبره في الامر بحراسة نفسه و باقى حاله ، و أزيدك يا أبا عبد الله ما أحسبك فهمته .قلت : فما هو ؟ فانى لم أزل أستفيد الفوائد أيدك الله تعلما و انعاما .قال : فقد بقيت له بقية وافرة من حاله و لولاها ما قال قولا شديدا ، و لا فرغ قلبه لنظم شعر ، و لا بلاغة في سر فلما كان من الغد أنفذ من انتزعه من يد المحسن فأخرجه مع سليمان إلى فارس مسلما .أخبرني أبو الفرج الاصفهانى قال : أخبرني حبيب بن نصر المهلبى بالاسناد : أن طريح بن اسماعيل الثقفى دخل على أبى جعفر " فقال له لا حياك الله و لا بياك أما اتقيت الله عز و جل حيث تقول للوليد : لو قلت لليل دع طريقك و إلى موج عليه كالهضب يعتلج لساح و ارتد أو لكان له إلى طريق سواك منعرج فقال له طريح : قد علم الله أنني قلت ذلك و يدي ممدوة اليه عز و جل