: قصة العامل الذى اتهمته زوجة ناصر الدولة بخيانة فى مالها وكيفية هربه ، - 118
فما يمكنهم الطواف خلفى في البرارى فلا ينبغى طلبي في الصحاري ، ثم لا يحملهم البلد في المقام و لا الزاد إن كانوا كثيرين فان انصرف الجمهور و بقى الاقل فهم قتلى سيوفى أول يوم ينصرف الجيش و يبقى من يتخلف ، هذا إن سلموا من وباء هذا البلد و رداءة مائة و هوائه للذين نشؤا في ضده ، و ربوا في غيره ، و لا عادة لاجسامهم بالصبر عليه ، ففكر في هذا و انظر : هل يفى تعبك و تغريرك بجيشك و عسكرك ، و انفاقك الاموال و تجهيزك الرجال ، و تكلفك هذه الاخطار ، و تحملك هذه المشاق لطلبى ، و أنا مع ذلك خالى الدرع منها ، سليم النفس و الاصحاب من جميعها ، و هيبتك تنقص في الاطراف و عند ملوكها كلما جرى عليك شيء من هذا ، ثم لا تظفر من بلدي بطائل ، و لا تصل منه إلى مال أو حال ، فإن اخترت بعد هذا محاربتي فاستخر الله تعالى و أنفذ من شئت ، و إن أمسكت فذاك إليك .قال : فأنفذنى ثم جهزنى و أنفذ معي عشرة من أصحابه إلى الكوفة فسرت منها إلى الحضرة ، فدخلت على المعتضد فتعجب من سلامتي و سألني عنها فقلت : سبب أذكره سرا لامير المؤمنين فتشوق اليه و خلا بي و سألني فقصصت عليه القصة فرأيته يتمعط في جلده غيظا ، حتى ظننت أنه سيسير بنفسه اليه و خرجت من بين يديه فما رأيته بعد ذلك ذكره بحرف .حدثني أبو محمد يحيى بن محمد بن سليمان بن فهد الازدى الموصلى رحمه الله تعالى قال : حدثني جماعة من ثقاة أهل الموصل : ان فاطمة بنت أحمد بن على الكردي زوجة ناصر الدولة أم أبى تغلب اتهمت عاملا كان لها يقال له ابن أبى قبيصة من أهل الموصل بخيانة في مالها ، فقبضت عليه و حبسته في قلعتها ، ثم رأت أن تقتله فكتبت إلى المتوكل بالقلعة بقتله ، فورد عليه الكتاب و كان لا يحسن أن يقرأ و لا يكتب و ليس عنده من يقرأ و يكتب الا ابن أبى قبيصة فدفع الموكل بالقلعة الكتاب اليه و قال له : اقرأ فلما رأى فيه الامر بقتله قرأ الكتاب بأسره إلا حديث القتل ورد الكتاب عليه و قال ابن