: مناقشة بين أحمد بن دؤاد والجاحظ ، رواية إسحاق الموصلى عن مجلس بينه وبين جعفر بن يحيى وعبد الملك بن صالح الهاشمى - 83
أصناف الثياب الفاخرة ، و أمر خازنه بإحضار خمس بدر دراهم فأحضر الجميع فوضع على الدكان الذي كان جالسا عليه بباب الحصن ثم قال : كم مدة تأخرك عنا إلى أن تحلق بنا فنزلت فقام ليركب فبادرت إلى يده لاقبلها فمنعني و ركب و سار و تبعه العسكر فما نزل منهم واحد ، و خرجت السوداء فنقلت تلك الثياب و البدر ، و أخذ الغلمان الكراع و ما لقيت عبد الله بعدها .قال عيسى بن فرحا نشاه : أقمت عند محمد بن يزيد يومى و ليلتي فأضافنى أحسن ضيافة و كانت مذاكرته لي بذلك أحب إلى من كل شيء فأسقطت عنه جميع خراجه في تلك السنة و انصرفت .حدثني عبد الله بن أحمد بن ذاسة المصري قال : سمعت أن بعض الجند اغتصب إمرأة على نفسها من الطريق فعرض الجيران ليمنعوه فضربهم هو و غلمانه حتى تفرقوا و أدخل المرأة داره و قال : أغلقوا الباب .فأغلقوا الباب و راودها عن نفسها فأمتنعت فاكرهها و لحقها منه شدة حتى جلس منها مجلس الرجل من المرأة فقالت له يا هذا : اصبر حتى يغلق باب قد بقي عليك .قال أى باب ؟ قالت الباب الذي بينك و بين الله .فقام و قال : قد فرج الله عنك انصرفى لا أتعرض لك أبدا وجدت في بعض الكتب أن الجاحظ أنفذ إلى أحمد بن أبى دؤاد بعد نكبة محمد بن عبد الملك الزيات مقيدا في قميص رث فأوقف بين يديه ليأمر فيه بأمره فقال له ابن أبى دؤاد : و الله يا عمرو ما علمتك إلا سبابا للنعمة ، جاحدا للصنيعة ، معددا للمثالب ، مخفيا للمناقب و ان الايام لا تصلح مثلك .لفساد طويتك ، و سوء اختيارك .فقال الجاحظ : خفض عليك فو الله لان تكون المنة لك على خير من أن تكون لي عليك ، و لان أسئ و تحسن أحسن في الاحدوثة عنك ، و لان تعفو في حال قدرتك أجمل بك من أن تنتقم .فقال لي ابن أبى دؤاد ما علمتك الا كثير رونق اللسان ، قد جعلت ثيابك أمام قلبك ، ثم اصطفيت فيه النفاق .اعزب قبحك الله .فانهض في قيوده ثم قال يا غلام : الحقه و خذ قيوده و صر به إلى الحمام و أحمل اليه خلعة يلبسها ، و أحمله إلى منزل يأوى به بفرش و فراش و آلة و قماش ، و يزاح فيه علله و أدفع اليه عشرة آلاف درهم لنفقته إلى أن يصح من علته .