: قصة الرجل الذى حبس فى المطبق ظلما وعدوانا ثم فرج الله عنه - 131
التي فيها ربيت و بين أهلها غديت ، فأثنانى عليك و عطفنى إليك ، و أعادنى لك إلى أفضل ما عهدت ، و أجمل ما ألفت ، فثق أكرمك الله بذلك ، و اسكن اليه ، وعول في صلاح ما اختل من أمرك عليه ، و اعلم أنني أرى فيك حقوق أبيك التي تقوم بتوكيد النسب مقام اللحمة و النسب ، و تسهل ما عظم من جنايتك ، و تقلل ما كثر من إساءتك ، و لم أدع مراعاتها و المحافظة عليها بمشيئة الله ، و قد قلدتك أعمال دستميسان سنة ثمان و تسعين و مائتين و بقايا ما قبلها ، و كتبت إلى أحمد بن محمد بن جيش بحمل عشرة آلاف درهم إليك ، فتقلد هذه الاعمال و أثر فيها أثرا جميلا يبين عن كفاءتك و يؤدى إلى ما أحبه من زيادتك إن شاء الله " .قال أبو الحسين : و ابن جيش هذا كان وكيل ابن الفرات في ضياعه بواسط .حدثني البهلول بن محمد بن أحمد بن إسحاق بن البهلول التنوخى رحمه الله ، قال : حدثني أبو علي الوكيل على أبواب القضاة ببغداد ، و يعرف : بالناقد ، قال : كنت أقيم خبر المحبوسين في المطبق بمدينه السلام في أيام المقتدر بالله فرأيت في المطبق رجلا مغلولا على ظهره لبنة حديد فيها ستون رطلا .فسألته عن قصته ؟ فقال : أنا و الله مظلوم .فقلت : و كيف كان أمرك ؟ فقال : كنت ليلة من الليالي في دعوة صديق لي بسوق يحيى فخرجت من عنده مغلسا و فى الوقت فضل و أنا لا أعلم ، فلما صرت في قطعة من الشارع رأيت مشاعل الطائف فرهبته و لم أدر ما أعمل فرأيت شريحة مشوشة ففتحتها و دخلت و دورتها كما كانت و قمت في الدكان ليجوز الطائف و أخرج ، و بلغ الطائف الموضع فرأى الشريحة مشوشة فقال فتشوا هذا الدكان فدخلت الرجالة بمشعل فرأيت في ضوئه رجلا في الدكان مذبوحا و على صدره سكين فجزعت ورأى الرجال ذلك و رأونى قائما فلم يفتكروا في إلا أنا قاتله ، و أخذني صاحب الشرطة ثم عرضت فضربت ضربا شديدا و عوقبت أصناف العقوبات و أنا أنكر ، و عندهم أنى أ تجلد و هم يزيدونى فاجتمعت أهلى و كان لهم شغب بأسباب السلطان فتكلموا في و استشهدوا خلقا كثيرا على سيري فبعد