: زيارة ابن ميمون الافطس المتقى لسليمان بن وهب فى سجنه . رواية سليمان بن وهب لرؤية رءآها له شعر . - 156
فامض و ابتع لي فصا ، و اكتب عليه : أحمد المعتضد بالله ، و اصنعه خاتما و ائتنى به .ففعل ، و لبسته و قلت : إذا وليت الخلافة جعلت لقلبي المعتضد بالله قال : ثم أخذت أقطع ضيق صدري في الحبس بتصفح أحوال الدنيا و أعمال فكرى في تدبير عمارة الخراب منها ، و وجه فتح المنغلق منها ، و تعيين العمال للنحواحى و الامراء للبلدان ثم أخذت رقعة و كتبت فيها بدرا الحاجب و عبيد الله بن سليمان الوزير ، و فلان أمير البلد الفلاني ، و فلان عامل البلد الفلاني ، و فلان للديوان الفلاني .إلى أن أتيت على ما في نفسى من ذلك ، و دفعتها إلى الغلام و قلت : احتفظ بها فان دمى و دمك مرتهنان بما فيها فحفظها و ما مضى على الامر إلا أيام يسيرة حتى لحقت الموفق غشية لم يشك الغلمان في أنه قد مات .فجاؤا إلى فأخرجوني فصرت إلى بيت فيه الموفق فلما رأيته علمت أنه ميت ، فجلست عنده و أخذت يده أقبلها و أترشفها ، فأفاق فلما رآني أفعل ذلك أظهر التقبل و أومأ إلى الغلمان أن أحسنتم فيما فعلتم ثم مات الموفق في ليلته تلك ، و وليت مكانه فأمضيت بقايا تلك التدبيرات كلها .قال لي أبي : قال ابن حمدون : فما تعرض المعتضد في أيامه للعلويين و لا آذاهم و لا قتل منهم أحدا لهذا المعنى .قال على بن هاشم بن عبد الله الكاتب بإسناده : أن أبا الحسين بن ميمون الافطس كاتب المتقي في أيام أبيه و وزيره لما استخلف قال : كان بيني و بين أبى أيوب بن سليمان بن وهب مودة وكيدة فلما تسهلت محنته بعد قتل إيناخ صرت اليه و هو محبوس مقيد إلا أنه مرفه في الكسوة و كبر الدار و الفرش و حسن الخدمة ، و قد صلحت حاله بالاضافة إلى ما كان عليه في أول نكبته من الضرب و التضييق فحدثني أنه رأى في ليلته تلك في منامه كأن قائلا يقول هذا البيت : اصبر و رب البيت لا يقتادها أحد سواك و حظك الموفور قال : فصرت إلى أخيه أبى على بن الحسن بن وهب فحدثته بذلك فسر به