حديث لابى العباس أحمد بن كشمرد عن أسر أبو طاهر القر مطى له ، وصورة للدعاء الذى دعى به فانقذه من القتل .
فلان من أهل بغداد بهذه الكتب فأخرج اضبارة فدخلت وقت العتمة أوائل بغداد فوجدت في الطريق رجلا مقتولا فخرجت و لم أدر أين آخذ فأنا على حالي إذ أدركني الاعوان فظنونى قتلته ، و الله ما أعرفه و لا رأيته قط ، و لا أدري من هو و لا من قتله .و لا قتلت أحدا قط و قد ضربونى و حبسونى فالله الله في دمى .فقلت قد فرج الله عنك .انطلق حيث شئت ثم أخذت الرجالة و مضيت إلى طاق التك فوجدت الغرف مصفة كما وصف الشيخ فهجمت على الوسطى فإذا رجل سكران عليه سراويل فقط ، و فى يده سكين مخضبة بالدم و هو يقول أخ عليك نعم يا سيدي أنا جرحته ابن القحبة ، و إن مات فأنا قتلته فأنزلته مكتوفا و بعثت به إلى الحبس و انحدرت إلى الموفق فحدثته الحديث فتعجب منه و تقدم إلى أن اضرب القاتل بالسياط إلى أن يتلف ، و أصلبه في موضع جنايته فتشاغلت بذلك إلى أن فرغت ثم جئتك .حدثني محمد بن على بن إسحاق قال : خرجت مع أبى و هو يكتب لمحمد بن القاسم الكرخي المكنى بأبي جعفر لما تقلد الموصل و الديارات ، و كان قد ضم إلى أبى جعفر جماعة من قواد السلطان فلما صرنا بنصيبين كان أبى قد مضى و أنا معه إلى أبى العباس أحمد بن كشمرد مسلما عليه فتحدثا فسمعته يحدثه قال : لما أسرني أبو طاهر القرمطي فيمن أسرة بالهبير فحبسني ، و أبا الهيجاء ، و الغمر في ثلاث حجر متقاربة و مكننا من أن نتزاور و نجتمع على الحديث فمكن أبا الهيجاء خاصة و اختص به و عمل على إطلاقه و شفعه في أشياء فسألت أبا الهيجاء أن يسأله إطلاقى فوعدني و استدعاه القرمطي .فمضى اليه و عاد إلى حجرته فجئت و سألته هل خاطبه فدافعنى فقلت لعلك أنسيت فقال : لا و الله و لوددت أنى ما ذكرتك له إنى وجدته متغيظا عليك .فقال و الله لاضربن عنقه عند طلوع الشمس في غد ، و رحل أبو الهيجاء فورد على أمر عظيم وعدت إلى حجرتي و قد يئست من الحياة فلما كان في الليل رأيت في منامى كأن قائلا يقول لي أكتب في رقعة " بسم الله الرحمن الرحيم من العبد الذليل ،