: جلوس خزيمة بن حازم فى داره لقضاء حوائج الناس وقصته مع حامد بن عمرو الحرانى . - 179
و أصغيت و أتم الشرطي الحديث فقال - : دار يقال لها دار فلان فذكر داري و اسمى و فيها بستان فيه سدرة تحتها مدفون ثلاثون ألف دينار فامض فخذها فما فكرت في هذا الحديث و لا التفت اليه و أنت أحمق فارقت وطنك و أهلك وجئت إلى مصر بسبب منام قال : فقوى قلبى بذلك و أطلقنى الطائف فبت في مسجد و خرجت في غد من مصر و قدمت بغداد فقلعت السدرة و أثرت مكانها فوجدت فيها قمقما فيه ثلاثون ألف دينار ، فأخذتها و دبرت أمري فأنا أعيش من تلك الدنانير ، و كلما ابتعته منها من ضيعة و عقار إلى الآن .وجدت في كتاب أبى الفرج عبد الواحد المخزومي الخبطى ، عن على ابن العباس النحو بختى قال : حدثني أحمد بن عبد الله التغلبي قال : كان من بقايا شيوخ خراسان ممن يلزم دار العامة بسر من رأى شيخ يكنى أبا عصمة و كان يحدثنا كثيرا بأخبار الدولة و أهلها فحدثنا أن خزيمة ابن حازم كان يجلس في داره للناس في كل يوم ثلاثا فلا يحجب عنه أحد و لا يستأذن لمن يحضره إنما يدخلون إرسالا بغير إذن فمن كان من أشراف الناس و وجوهم سلم و انصرف ، و من كان من طلاب الحوائج أو خطاب التصرف دفع رقعة إلى الحاجب ، و كان قد أفرد لهذا كاتبا حصيفا يقال له الحسن بن سلمة يتصفح الرقاع قبل عرضها عليه فما كان يجوز أن يوقع فيه عنه وقع و سلمه إلى أربابه ، و ما كان لابد من وقوفه عليه و توقيعه فيه بخطه عرضه عليه ، و ما كان من زائر و مسترفد عرضه عليه رقعته فيكون هو الموقع فيها بما يراه .و لا يكاد أن ينصرف أحد من هذا الجمع العظيم المفرط إلا و هو مسرور بقضاء حاجته .قال أبو عصمة و كان ممن يتصرف في الاعمال رجل من العرب له لسان و فصاحة يقال له حامد بن عمرو الحراني ، و كان فيه إلحاح شديد و ملازمة تامة إذا تعطل فيؤذى بذلك و يبرم و لا يقنع بذلك حتى يلازم بابه في كل يوم ، و إذا ركب خاطبه على الطريق و بما تعرض له في الدار الخليفة فيخاطبه و لم يكن في طبع خزيمة الاحتمال لمثل هذا .قال أبو عصمة فحدثني