: غضب الخليفة الرشيد على محمد بن الاشعث وقول جعفر إلى الرشيد ، تولية هشام بن عبد الملك لابراهيم بن أبى علية خراج مصر وقول ابراهيم ليس الخراج من عملى . حكاية بين موسى بن عبد الملك وعتاب بن عباب ، - 89 - فرج بعد الشدة جلد 1
: غضب الخليفة الرشيد على محمد بن الاشعث وقول جعفر إلى الرشيد ، تولية هشام بن عبد الملك لابراهيم بن أبى علية خراج مصر وقول ابراهيم ليس الخراج من عملى . حكاية بين موسى بن عبد الملك وعتاب بن عباب ، - 89
فأخذ المأمون الرقعة ثم أحضر عمرا بعد خروج محمد فقال : هذه رقعتك ؟ فقال نعم .فقال : و هذا المال واجب عليك ؟ قال : نعم قال : فخذ رقعتك فقد وهبناه لك قال إذا تفضلت به يا أمير المؤمنين فانه واجب لو أجزت به على أحمد بن عروة عامل الاهواز و هو مقر به ، و أشهدك أنى قد وهبته له .فاغتاظ المأمون و خرج عمرو و قد عرف غيظ المأمون و خطأه فيما عمله فلجأ إلى أحمد بن أبى خالد فأخبره بالخبر و كان يخصه .فقال لا عليك فدخل إلى المأمون فلما رآه قال : ألا نعجب يا أحمد من عمرو وهبنا له ستة آلاف ألف درهم بعد أن تجافينا له عن أضعافها فوهبها بي يدى من أحمد بن عروة كأنه أراد أن يبارينى و يصغر معروفى ؟ قال أو فعل هذا يا أمير المؤمنين ؟ ! قال نعم .قال لو لم يفعل هذا لوجب أن يسقط حاله .قال و كيف ؟ قال لانه لو استأثر به على أحمد بن عروة و آخذ أحمد بالمال و أداه اليه كان قد أخرجه من معروفك صفرا ، و لما كانت نعمتك على عمرو نعمة على أحمد و هما خادمان ، و كان الاجمل أن يتضاعف معروفك عندهما فقصد عمرو ذلك فصار المال تفصلا منك على عمرو و على أحمد بن عروة .و مع ذلك فأنت سيد عمرو و لا يعرف سيدا غيرك ، و عمرو سيد أحمد فاقتدى في أمر أحمد بما فعلته في أمره ، و أراد أيضا أن يسير في ملوك الامم أن خادما من خدمك اتسع قلبه لهبة هذا المال من فضل إحسانك اليه فيزيد في جلالة المملكة و جلالة قيمتها فيكسر ذلك الاعداء الذين يكاثرونك .فسرى عن المأمون و زال ما بقلبه على عمرو و غضب الرشيد على محمد بن الاشعث غضبا شديدا من كلام جرى بينهما فخاف جعفر أن يستفزه الغضب فقال يا أمير المؤمنين : انما تغضب لله فلا تغضب له بما لم يغضب به لنفسه ، فانعطف له الرشيد أحضر هشام بن عبد الملك إبراهيم بن أبى عيلة الذي تقلد ديوان الحكم لمروان بن محمد فقال له : إنا قد عرفناك صغيرا و خبرناك كبيرا و أريد أن أخلطك بحاشيتى و قد وليتك الخراج بمصر فاخرج إليها ، فأبى إبراهيم و قال ليس الخراج من عملي و لا لي بصر به .فغضب هشام عليه غضبا شديدا حتى خاف إبراهيم بادرته فقال يا أمير المؤمنين : تأذن لي في الكلام ؟ قال : قل ، قال : يقول الله عز و جل : ( انا