: حكاية أحمد بن المدبر عن سجنه مع أحمد بن إسرائيل وسليمان ابن وهب والرؤيا التى رآها سليمان بن وهب . حكاية أخرى عن سليمان بن وهب أثناء وجوده فى سجن الواثق . - 175 - فرج بعد الشدة جلد 1
: حكاية أحمد بن المدبر عن سجنه مع أحمد بن إسرائيل وسليمان ابن وهب والرؤيا التى رآها سليمان بن وهب . حكاية أخرى عن سليمان بن وهب أثناء وجوده فى سجن الواثق . - 175
فلما قال لي ذلك أرتبت به و قلت لو كان هذا من أصدقاء أخى الذين كاتبهم بتفقدى لكان قد علم مقصدى فقلت له كم كاتبك أخى أن تعطيني ؟ قال : و من أخوك ؟ فقلت : أبو يعقوب بن الازرق الكاتب الانباري المقيم بمصر .قال و الله ما سمعت بإسم هذا الرجل قط و لا أعرفه ، فورد على أعجب مورد فقلت : يا هذا إنى ظننتك صديقا له و إن ما عاملتنى به من الجميل بسببه فانبسطت إليك بالطلب و لو لم اعتقد هذا لانقبضت فما السبب فيما عاملتنى به قال أمر هو أوكد من أمر أخيك يحب أن يكون انبساطك به أتم .فقلت ما هو ؟ قال : ان خبر الوقعة بالقافلة التي كنت فيها بلغنا في يوم كذا و كذا فما بقي بدمشق أحد إلا وردت عليه مصيبة عظيمة إما بذهات مال ، أو بغم على صديق غيري فانه لم يكن لي بشيء من ذلك تعلق و استعد الناس للخروج إلى تلقى المنقطعين و إصلاح أحوالهم ، و لم أعزم أنا ، فلما كان في الليل رأيت النبي صلى الله عليه و سلم في منامى ، و كأنه يقول لي : أدرك أبا محمد بن الازرق الانباري فأغثه و أصلح شأنه بما يبلغه مقصده ، فلما أصبحت خرجت مع الناس اسأل عنك ، فكان ما رأيت فهات فاذكر الآن ما تريده .قال : فبكيت بكاء شديدا لم أقدر معه على خطابه مدة ، ثم نظرت ما يبلغني مصر فطلبته منه و أخذته و أصلحت أمري و سألت الرجل عما يعرف به ؟ فقال : أنا فلان ابن فلان الصابوني .ذكره أبو محمد و أنسيه أبو الحسن .فلما بلغت إلى مصر حدثت أخى بالحديث فتعجب منه و بكى .و قال أبو الحسن : و ضرب الدهر من ضربه ، و ورد أخى أبو محمد إلى بغداد بعد سنين كثيرة فتذاكرنا هذا الحديث .فقال لي : لما عرفني أخى أبو محمد ما عامله به ابن الصابوني الدمشقي جعلته صديقا و كنت أكاتبه فلما وردت إلى دمشق وجدت حال الرجل قد اختلفت بمحن لحقته فوهبت له ضيعتي بدمشق و كانت جليلة الغلة و القيمة و سلمتها اليه مكافأة على ما فعل و عامل به أخى أبا محمد .قال محمد بن عبدوس في : " كتاب الوزراء " حدثني الحسين بن على الباطقائى قال : حدثني أبى ، قال : قال أحمد بن المدبر : لما أمر محمد بن عبد الملك بحبسى أدخلت محبسا فيه أحمد بن إسرائيل و سليمان بن وهب ،