فرج بعد الشدة

أبی علی المحسن بن أبی القاسم التنوخی

جلد 1 -صفحه : 194/ 140
نمايش فراداده

من النخل تكون عندي أطردهم بها فقطعوا لي من بعض نخل البستان جريدة فرموا بها إلى و كنت لا أزال أضرب بها في البيت و أسمعهم صوتها أياما ، ثم قشرت الخوص عنها و قطعتها على مقدار ما علمت أنها تعرض في ذلك الخلاء إذا رميت بها فضممت كل ما قطعته منها بعضه إلى بعض و قطعت اللبد و ضفرت منه حبلا على ما كنت أرى يعمل بغرش ، ثم شددت ما قطعته من الجريدة في رأس الحبل ثم رميت به في الكوة و عالجته مرارا حتى اعترض فيها ثم اعتمدت عليها و صعدت إلى الغرفة ، و من الغرفة إلى سطحها ( قال ) : ففعلت ذلك مرارا في أيام كثيرة و تمكنت من الحركة بأن سحلت بجانب المقراض إحدى حلقتى القيد ، و لم يمكننى إن أسحل الاخرى فكنت إذا أردت الحركة شددت القيد مع ساقي فأتحرك و قد صرت مطلقا فلما كان في هذه الليلة و شغل الناس بالعيد و انصرف من كان على الباب فلم أحس منهم أحدا إلا شيخا واحدا كنت أسمع حركته و أطلع فأراه ، فصعدت بين المغرب و العشاء إلى الغرفة و من الغرفة إلى سطحها و أشرفت فإذا المعتصم يفطر و الناس بين يديه و الشموع فرجعت حتى إذا كان في جوف الليل صعدت و لم يتحرك الناس و نزلت إلى البستان فإذا فيه قائد معه جماعة فصاح بي بعضهم .

فقال : من هذا ؟ فقلت : مديني من أصحاب الحمام .

فقال : أين تخرج اطرح نفسك حتى تصبح و تفتح الابواب فطرحت نفسى بينهم حتى فتح باب البستان في الغلس و تحرك الناس فصرت إلى دجلة لا عبره فإذا الشيخ الذي كان أحد من يحفظنى قد جاء ليعبر فطلب منى الملاح أجرته كما أخذ من الناس .

فقلت : ما معي شيء أنا رجل غريب ضعيف الحال .

فقال لي الشيخ : اعبر أنا أعطيه عنك ، فأعطاه عني و عبرت حتى جئتك قال على بن الحسين فقلت : و الله ما منزلى بموضع لك .

فاخرج عنه و لا تقر فيه لحظة واحدة قال و ركب إلى الموصل فصار إلى منزل رجل من الشيعة فأخفاه .

قال : و روى عن الفضل بن حماد الكوفي من أصحاب الحسين بن صالح يحدث بوفاة عيسى بن زيد بن على رضى الله عنهم بالكوفة و كيف ستر ذلك عن المهدي فذكر حديثا طويلا قال فيه : فتواردت الاخبار عند الرشيد