فرج بعد الشدة

أبی علی المحسن بن أبی القاسم التنوخی

جلد 1 -صفحه : 194/ 19
نمايش فراداده

: رواية أصحاب الحديث للمحن التى أصابت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، رواية لابى ذر رضى الله عنه عن فضل قراءة " ومن يتق الله يجعل له الاية " كتاب عمربن الخطاب رضى الله عنه إلى أبى عبيدة رضى الله عنه ، إخبار النبى صلى الله عليه وسلم عن دعاء يونس عليه السل

اثنين إذ هما في الغار - إلى قوله - و الله عزيز حكيم ( 1 ) ) و روى أن النبي صلى الله عليه و سلم لما خاف أن تلحقه المشركون حين سار عن مكة دخل الغار هو و أبو بكر الصديق رضى الله عنه فاستخفيا فيه فأرسل الله تعالى عنكبوتا فنسج في الحال على باب الغار ، و حمامة عششت و باضت و أفرخت للوقت ، فلما انتهى المشركون إلى الغار و رأوا ذلك لم يشكوا أنه غار لم يدخله أحد منذ حين ، و إن النبي صلى الله عليه و سلم " و أبا بكر رضى الله عنه لير ان أقدامهم و يسمعان كلامهم ، فلما انصرفوا و بعدوا و جاء الليل خرجا فصارا نحو المدينة فورداها سالمين .

و روى أصحاب الحديث أيضا في شرح حال النبي صلى الله عليه و سلم في المحن التي لحقته من المشركين من شق الفرث عليه ، و محاولة أبى جهل ، و شيبة و عتبة ابنى ربيعة ، و أبى سفيان بن حرب ، و العاص بن وائل ، و عقبة ابن أبى معيط و غيرهم لعنهم الله تعالى قتله و ما كانوا يكاشفونه به من السب ، و التكذيب ، و الاستهزاء ، و التأنيب و رميهم له صلى الله عليه و سلم بالجنون ، و قصدهم إياهم دفعة بأنواع الاذى ، و الفضيحة و الافتراء ، و حصرهم إياه صلى الله عليه و سلم و جمعهم بني هاشم في الشعب و تخويفهم إياه ، و تدبيرهم أن يقتلوه حتى بعد ، و بيت على بن أبى طالب رضى الله عنه في مكانه و على فراشه ما يطول ذكره و اقتصاصه ، و يكثر شرحه ، ثم أعقبه الله عز و جل من ذلك بالنصر و التمكين ، و إعزاز الدين و إظهاره على كل دين ، و قمع الجاحدين و المشركين ، و قتل أولئك الكفرة المعادين و المعاندين ، و غيرهم من المكذبين الكاذبين الذين كانوا عن الحق ناكثين ، و بالدين مستهزئين ، و للمؤمنين ناصبين متوعدين ، و للنبي صلى الله عليه و سلم مكاشفين محاربين ، و أذل من بقي منهم بعز الاسلام ، بعد أن عاد بإظهاره ، و أضمر الكفر في أسراره ، فصار من المنافقين الملعونين ، و الحمد لله رب العالمين .

1 - التوبة 40