فرج بعد الشدة

أبی علی المحسن بن أبی القاسم التنوخی

جلد 1 -صفحه : 194/ 39
نمايش فراداده

فصل لبعض الكتاب : و هو على بن نصر بن على بن بشر النصراني .

و كما ان الله عز و جل يأتى بالمحبوب من الوجه الذي قد ورد المكروه منه يأتى بالفرج عند انقطاع الامل و استبهام وجوه الحيل ، ليحض سائر خليقته بما يريهم من تمام قدرته على صرف الرجاء اليه ، و إخلاص التوكل عليه ، و أن لا يزووا وجوههم في قوت من الاوقات على من تتوقع الروح منه ، و لا يعدلوا بآمالهم على حال من الحالات عن انتظار فرج يصدر عنه ، فكذلك أيضا سرهم فيما ساءهم بأن كفاهم بمحنة يسيرة أعظم منها ، وأفداهم بملة سهلة بما هو أنكى فيهم لو لحقهم .

قال إسحاق العابد : ربما امتحن الله العبد بمحنة عظيمة يخلصه بها من الهلكة فتكون تلك المحنة أجل نعمة .

و قال سمعان : من احتمل المحنة و رضى بتدبير الله عز و جل في النكبة ، و صبر على الشدة كشف الله له عن منفعتها حتى يقف على المستور عنه في مصلحتها .

و قال عبد الله بن المعتز : ما أوطأ راحلة الواثق بالله تعالى ، و آنس مثوى المطيع لله .

حكى بعض النصارى أن بعض الانبياء عليهم السلام قال : المحن تأديب من الله عز و جل ، و الادب لا يدوم ، و طوبى لمن يصبر على التأديب ، و يثبت عند المحنة فيجب له لبس إكليل الغلبة ، و تاج الفلاح الذي وعد الله عز و جل محبية و طائعية .

و قال بزرجمهر : انتظار الفرج بالصبر يعقب الاغتباط .