فرج بعد الشدة

أبی علی المحسن بن أبی القاسم التنوخی

جلد 1 -صفحه : 194/ 47
نمايش فراداده

و اضطرابا ، و فتح المصحف ثالثة فخرج : ( وعد الله الذين آمنوا منكم و عملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم ( 1 ) فوضع المصحف و قال : أنت الخليفة و الله بلا شك ، فما حق بشارتى عليك ؟ فقلت : الله الله في دمى ، و أسأل الله أن يبقى أمير المؤمينن الامير الناصر الموفق و ما لنا و هذا و مثلك في عقلك لا يطلق مثل هذا القول بمثل هذا الاتفاق قال : فأمسك و ما زال يحادثنى و يخرجنى من حديث و يدخلني في حديث إلى أن جرى حديث ما بيني و بين أبى فأقبل يحلف بالايمان الغليظة أنه لم يكن له في أمري صنع و لا سعاية على بمكروه ، فصدقته و لم أزل أخاطبه بما تطيب به نفسه خوفا من أن يزيد وحشة فيسرع إلى التدبير في تلفى إلى أن انصرف ، ثم صار أى وقت جاءني أخذ معي في الاعتذار و التنصل ، و أنا أظهر التصديق له و التقبل حتى سكن ، و لم يشك انى معتقد لبراءة ساحته فما كان بأسرع من أن جاء الموفق و قد اشتدت عليه و مات ، فأخرجني الغلمان من الحبس فصيرونى مكانه و فرج الله عني و فاجأنى بالخلافة و مكننى من عدو الله و عدوي اسماعيل فأنفذت الحكم فيه .

حكى عن عبد الله بن سليمان بن وهب ، عن أبيه أنه قال : أصبحت يوما و أنا في حبس محمد بن عبد الملك الزيات في خلافة الواثق آيس ما كنت من الفرج ، و أشد محنة و غما حتى وردت على رقعة أخى الحسن ابن وهب و نسختها .

محن أبا أيوب أنت محلها فإذا جزعت من الخطوب فمن لها إن الذي عقد الذي انعقدت به عقذ المكاره فيك يحسن حلها فاصبر فإن الله يعقب فرجة و لربما أن تنجلى و لعلها و عسى تكون قريبة من حيث لا ترجو و تمحو عن جديدك ذلها قال فتفاءلت بذلك و قويت نفسى فكتبت له : صبرتنى و وعظتنى فأنا لها و ستنجلى بل لا أقول لعلها

1 - النور 55