فرج بعد الشدة

أبی علی المحسن بن أبی القاسم التنوخی

جلد 1 -صفحه : 194/ 58
نمايش فراداده

الكوفي إلى واسط و لا أفلح حدثني واحد من الكتاب عمن سمع أبا على بن مقلة لما عاد من فارس وزيرا يتحدث قال : من طريف ما أتفق في نكبتى هذه التي أدتنى إلى الوزارة أنى أصبحت و أنا محبوس مقيد في حجرة من دار ياقوت أمير فارس ، و قد لحقني من الاياس من الفرج و ضيق الصدر بها من أقنطنى و كاد يغلب على عقلي ، و كنت أنا و فلان محبوسين مقيدين في بيت واحد من الحجرة إلا أنا على سبيل ترفيه و إكرام .

فدخل علينا كاتب لياقوت كان كثيرا ما يجيئنا برسالته .

فقال الامير يقرأ عليكما السلام و يعرف أخبار كما ، و يعرض عليكما قضأ أى حاجة كانت لكما .

فقلت له : تقرأ على الامير السلام و تقول له : قد ضاق و الله صدري ، و اشتهيت أن أشرب على غناء طيب ، فان جاز أن يسامحنا بذلك سرا فيتخذ به عندنا منة وبرا تفضل بذلك .

قال : و المحبوس معي يخاصمنى و يقول يا هذا : و الله ما في قلوبنا فضل لهذا .

فقلت للكاتب أعد عني ما قلت لك .

قال : السمع و الطاعة و مضى ثم جاء و قال : الامير يقول لك حبا و كرامة لك و عزازة أى وقت شئت فقلت الساعة ، فلم يمض إلا ساعة حتى جاؤا بالطعام فأكلنا و المشام و الفاكهة و النبيذ و صفف المجلس فجلست و المحبوس معي مقيدا ، و قلت له تعال حتى نشرب و نتفاءل بأول صوت يغنى به لنا في هذه الساعة في سرعة الفرج مما نحن فيه فلعله يصح الفأل ، فقال : أما أنا فلا أشرب فلم أزل أرفق به حتى شرب و جاءت المغنية فكان أول صوت غنته شعر : قواعد للبين الخليط لينبوا و قالوا لراعى الذود موعدك السبت و لكنهم بانوا و لم أدر بغتة و أفظع شيء حين يفجؤك البغت فقال لي : ما هذا مما يتفائل به ، وأى معنى فيه يدل على فرجنا ؟ فقلت : ما هو إلا فأل مبارك ، و لعل الله أن يفرق بيننا و بين هذه الحال التي نحن فيها بالفرج و الصلاح يوم السبت .

قال و شربنا يومنا و سكرنا و انصرفت المغنية و مضت بقية أيام ذلك الاسبوع .

فلما كان يوم السبت لم يمض من النهار إلا دون ساعتين فإذا بياقوت قد دخل علينا فجأة فارتعنا و قمت اليه فقال أيها الوزير : الله الله في و اقبل