تحف العقول عن آل الرسول صلی الله علیهم

اب‍ی‌ م‍ح‍م‍د ال‍ح‍س‍ن ‌ب‍ن‌ ع‍ل‍ی ‌ب‍ن‌ ال‍ح‍س‍ی‍ن‌ ب‍ن‌ ش‍ع‍ب‍ه‌ ال‍ح‍ران‍ی‌؛ مصحح:‌ ع‍ل‍ی‌ اک‍ب‍ر غ‍ف‍اری‌

نسخه متنی -صفحه : 516/ 181
نمايش فراداده

كلامه عليه السلام في الزهد وذم الدنيا وعاجلها

من الآخرة أحوج . فإن عرض لك أمران أحدهما للآخرة و الآخر للدنيا فابدأ بأمر الآخرة . و إن استطعت أن تعظم رغبتك في الخير و تحسن فيه نيتك فافعل ، فإن الله يعطي العبد على قدر نيته إذا أحب الخير و أهله و إن لم يفعله كان إن شاء الله كمن فعله . ثم إني أوصيك بتقوى الله ، ثم بسبع خصال هن جوامع الاسلام : تخشى الله و لا تخشى الناس في الله فإن خير القول ما صدقه الفعل . و لا تقض في أمر واحد بقضائين فيختلف عليك أمرك و تزل عن الحق . و أحبب لعامة رعيتك ما تحب لنفسك و أهل بيتك و أكره لهم ما تكره لنفسك و أهل بيتك و ألزم الحجة عند الله و أصلح رعيتك ( 2 ) و خض الغمرات إلى الحق و لا تخف في الله لومة لائم وأقم وجهك . و أنصح للمرء المسلم إذا استشارك و اجعل نفسك اسوة لقريب المسلمين و بعيدهم . " و أمر بالمعروف و انه عن المنكر . و اصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الامور " . و السلام عليك و رحمة الله و بركاته . ( و من كلامه عليه السلام في الزهد و ذم الدنيا و عاجلها ) إني أحذركم الدنيا فإنها حلوة خضرة حفت بالشهوات و تحببت بالعاجلة و عمرت بالآمال ( 3 ) و تزينت بالغرور ، لا تدوم حبرتها ( 4 ) و لا تؤمن فجعتها ، غرارة ، ضرارة ، زائلة ، نافدة أكالة ، غوالة ( 5 ) ، لا تعدو - إذا هي تناهت إلى امنية أهل الرغبة فيها و الرضا بها - أن تكون كما قال الله سبحانه : " كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الارض فأصبح هشيما تذروه الرياح و كان الله على كل شيء مقتدرا " ( 6 ) . مع أن امرءا لم يكن منها

( 1 ) أى تحمل المشاق و الشدائد في طريق الوصول إلى الحق .

2 - في الامالي [ فان ذلك أوجب للحجة و أصلح للرعية ] .

(3) في النهج [ و تحلت بالامال ] .

4 - الحبرة - بالفتح - : السرور و النعمة . و فى بعض نسخ الحديث [ لا تدوم خيرها ] .

5 - نافدة : فانية . أكالة : كثير الاكل . و فى النهج [ حائلة زائلة ، نافدة ، بائدة ] و غوالة أى مهلكة .

6 - سورة الكهف آية 44 . الهشيم : النبت اليابس المتكسر .