تحف العقول عن آل الرسول صلی الله علیهم نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
أن تخاف على نفسك و أن تحذر فيه على دينك و إن لم تكن إلا ساعة من النهار . فإن استطعت أن لا تسخط ربك برضى أحد من خلقه فافعل ، فإن في الله خلفا من غيره و لا في شيء خلف من الله . اشدد على الظالم و خذ على يديه ( 1 ) . و لن لاهل الخير و قربهم منك و اجعلهم بطانتك و إخوانك . ثم أنظر صلاتك كيف هي ، فإنك إمام . و ليس من إمام يصلي بقوم فيكون في صلاتهم تقصير إلا كان عليه أوزارهم و لا ينتقص من صلاتهم شيء و لا يتممها إلا كان له مثل أجورهم و لا ينتقص من أجورهم شيء . و انظر الوضوء ، فإنه تمام الصلاة و لا صلاة لمن لا وضوء له . و اعلم أن كل شيء من عملك تابع لصلاتك . و اعلم أنه من ضيع الصلاة ، فإنه لغير الصلاة من شرايع الاسلام أضيع . و إن استطعتم يا أهل مصر أن يصدق قولكم فعلكم و سركم علانيتكم و لا تخالف ألسنتكم أفعالكم فافعلوا . و قال رسول الله صلى الله عليه و آله : " إني لا أخاف على أمتي مؤمنا و لا مشركا أما المؤمن فيمنعه الله بإيمانه و أما المشرك فيخزيه الله و يقمعه بشركة و لكني أخاف عليكم كل منافق حلو اللسان يقول ما تعرفون و يفعل ما تنكرون " ليس به خفاء . و قد قال النبي صلى الله عليه و آله : " من سرته حسناته و ساءته سيئاته فذلك المؤمن حقا " . و كان يقول صلى الله عليه و آله : " خصلتان لا يجتمعان في منافق : حسن سمت ( 2 ) وفقه في سنة " . و اعلم يا محمد بن أبي بكر أن أفضل الفقة الورع في دين الله و العمل بطاعة الله ، أعاننا الله و إياك على شكره و ذكره و أداء حقه و العمل بطاعته إنه سميع قريب . و اعلم أن الدنيا دار بلاء و فناء و الآخره دار بقاء و جزاء . فإن استطعت أن تزين ما يبقى على ما يفنى فافعل رزقنا الله بصر ما بصرنا و فهم ما فهمنا حتى لا نقصر عما أمرنا و لا نتعدى على ما نهانا عنه ، فإنه لابد لك من نصيبك من الدنيا و أنت إلى نصيبك