كتابه عليه السلام إلى محمد بن مسلم الزهري يعظه
من الله بعيبها و تصغيرها حيث قال : " اعلموا أنما الحيوة الدنيا لعب و لهو و زينة و تفاخر بينكم و تكاثر في الاموال و الاولاد كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يكون حطاما و في الآخرة عذاب شديد و مغفرة من الله رضوان و ما الحيوة الدنيا إلا متاع الغرور سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء و الارض أعدت للذين آمنوا بالله و رسله ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء و الله ذو الفضل العظيم ( 1 ) " و قال : " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله و لتنظر نفس ما قدمت لغد و اتقوا الله إن الله خبير بما تعملون و لا تكونوا كالذين نسوا الله فأنسيهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون ( 2 ) " . فاتقوا الله عباد الله و تفكروا و اعملوا لما خلقتم له فإن الله لم يخلقكم عبثا و لم يترككم سدى ، قد عرفكم نفسه و بعث إليكم رسوله و أنزل عليكم كتابه ، فيه حلاله و حرامه و حججه و أمثاله فاتقوا الله فقد احتج عليكم ربكم فقال : " ألم نجعل له عينين و لسانا و شفتين و هديناه النجدين ( 3 ) " فهذه حجة عليكم فاتقوا الله ما استطعتم فإنه لا قوة إلا بالله و لا تكلان إلا عليه وصلى الله على محمد [ نبيه ] و آله . ( كتابه عليه السلام إلى محمد بن مسلم الزهري يعظه ( 4 ) ) كفانا الله و إياك من الفتن و رحمك من النار ، فقد أصبحت بحال ينبغي لمن عرفك بها1 - سورة الحديد آية 20 - 21 . 2 - سورة الحشر آية 18 - 19 . 3 - سورة البلد آية 8 - 10 . 4 - محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب الزهرى على ما يظهر من كتب التراجم من المنحرفين عن أمير المؤمنين و أبنائه عليهم السلام كان أبوه مسلم مع مصعب بن الزبير وجده عبيد الله مع المشركين يوم بدر و هو لم يزل عاملا لبني مروان و يتقلب في دنياهم ، جعله هشام بن عبد الملك معلم أولاده و أمره أن يملى على أولاده أحاديث فأملى عليهم أربعمائة حديث . و أنت خبير بأن الذي خدم بني أمية منذ خمسين سنة ما مبلغ علمه و ما ذا حديثه و معلوم أن كل ما أملى من هذه الاحاديث هو ما يروق القوم و لا يكون فيه شيء من فضل على عليه السلام و ولده و من هنا أطراه علماؤهم و رفعوه فوق منزلته بحيث تعجب ابن حجر من كثرة ما نشره من العلم . روى ابن ابى الحديد في شرح النهج على ما " بقية الحاشية في الصفحة الاتية "