وصيته عليه السلام لزياد بن النضر حين أنفذه إلى صفين
ثلاثة أرواح : روح القوة و روح الشهوة و روح البدن . ثم أضافهم إلى الانعام فقال : " إن هم إلا كالانعام " ( 1 ) لان الدابة تحمل بروح القوة و تعتلف بروح الشهوة و تسير بروح البدن . قال له السائل : أحييت قلبي ( 2 ) . ( وصيته عليه السلام لزياد بن النضر ( 3 ) ) حين أنفذه على مقدمته إلى صفين اتق الله في كل ممسى و مصبح ( 4 ) و خف على نفسك الغرور و لا تأمنها على حال من البلاء و اعلم أنك إن لم تزع نفسك ( 5 ) عن كثير مما تحب مخافة مكروهه ، سمت بك الاهواء ( 6 ) إلى كثير من الضر حتى تظعن فكن لنفسك مانعا وازعا ( 7 ) عن الظلم و الغي و البغي و العدوان . قد وليتك هذا الجند ، فلا تستذلنهم و لا تستطل عليهم ( 8 ) ، فإن خيركم أتقاكم تعلم من عالمهم و علم جاهلهم و احلم عن سفيههم ، فإنك إنما تدرك الخير بالعلم وكف الاذى و الجهل . - ثم أردفه بكتاب يوصيه فيه و يحذره - : إعلم أن مقدم القوم عيونهم و عيون المقدمة طلائعهم . فإذا أنت خرجت من بلادك و دنوت من عدوك فلا تسأم من توجيه الطلائع في كل ناحية و في بعض الشعاب1 - سورة الفرقان آية 44 . و فى الكافى [ لان الدابة إنما تحمل ] . 2 - في الكافى [ أحييت قلبى باذن الله يا أمير المؤمنين ] . 3 - زياد بن النضر الحارثى - بالضاد المعجمة - و قيل : ابن النصر - بالصاد المهملة - كان من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام و قد ولاه على مقدمة جيشه عند مسيره إلى صفين و كانت مقدمته اثنى عشر ألفا و أوصاه عند عزمه على المسير بوصية ذكرها المؤلف رحمه الله في المتن فقال زياد : " أوصيت - يا أمير المؤمنين - حافظا لوصيتك ، مؤدبا بأدبك ، يرى الرشد في إنفاذ أمرك و الغى في تضييع عهدك " و كان عليه السلام جعله يوم صفين على مذحج و الاشعريين خاصة من اليمانين . و فى النهج : شريح بن هانى بدل زياد بن النضر . 4 - أى المساء و الصباح كما في النهج .(5) لم تزع : لم تكف و لم تمنع 6 - سمت أى ارتفعت بك الاهواء .(7) وازعا أى زاجرا . 8 - و لا تستطل أى لا تقتل منهم أكثر ما كانوا قد قتلوا .