كلامه عليه السلام لجابر أيضا
للرحمة و عفو الله بحسن المراجعة و استعن على حسن المراجعة بخالص الدعاء و المناجاة في الظلم . و تخلص إلى عظيم الشكر باستكثار قليل الرزق و استقلال كثير الطاعة . و استجلت زيادة النعم بعظيم الشكر و التوسل إلى عظيم الشكر بخوف زوال النعم . و اطلب بقاء العز بإماتة الطمع . و أدفع ذل الطمع بعز اليأس و استجلب عز اليأس ببعد الهمة . و تزود من الدنيا بقصر الامل . و بادر بإنتهاز البغية ( 1 ) عند إمكان الفرصة و لا إمكان كالايام الخالية مع صحة الابدان . و إياك و الثقة بغير المأمون فإن للشر ضراوة كضراوة الغذاء . ( 2 ) . و اعلم أنه لا علم كطلب السلامة . و لا سلامة كسلامة القلب . و لا عقل كمخالفة الهوى . و لا خوف كخوف حاجز . و لا رجاء كرجاء معين و لا فقر كفقر القلب . و لا غنى كغنى النفس . و لا قوة كغلبة الهوى . و لا نور كنور اليقين . و لا يقين كاستصغارك الدنيا . و لا معرفة كمعرفتك بنفسك . و لا نعمة كالعافية . و لا عافية كمساعدة التوفيق . و لا شرف كبعد الهمة . و لا زهد كقصر الامل . و لا حرص كالمنافسة في الدرجات ( 3 ) . و لا عدل كالانصاف . و لا تعدي كالجور . و لا جور كموافقة الهوى . و لا طاعة كأداء الفرائض . و لا خوف كالحزن و لا مصيبة كعدم العقل . و لا عدم عقل كقلة اليقين . و لا قلة يقين كفقد الخوف . و لا فقد خوف كقلة الحزن على فقد الخوف . و لا مصيبة كاستهانتك بالذنب و رضاك بالحالة التي أنت عليها . و لا فضيلة كالجهاد . و لا جهاد كمجاهدة الهوى . و لا قوة كرد الغضب . و لا معصية كحب البقاء ( 4 ) . و لا ذل كذل الطمع . و إياك و التفريط عند إمكان الفرصة ، فإنه ميدان يجري لاهله بالخسران . ( و من كلامه عليه السلام لجابر أيضا ) خرج يوما و هو يقول ( 5 ) : أصبحت و الله يا جابر محزونا مشغول القلب ، فقلت :1 - البغية : مصدر بغى الشيء اى طلبه . و انتهاز البغية : اغتنامها و النهوض إليها مبادرا . 2 - الضراوة : مصدر ضرى بالشيء أى لهج به و تعوده و أولع به . 3 - المنافسة : المفاخرة و المباراة . 4 - أى البقاء في هذه الدنيا الدنية . 5 - رواه الكليني في الكافى ج 2 ص 133 عن ابى عبد الله المومن عن جابر " قال : دخلت على ابى جعفر عليه السلام فقال : يا جابر و الله انى لمحزون وانى لمشغول القلب . . الخ " و رواه على بن عيسى الاربلى في كشف الغمة أيضا مع اختلاف .