كلامه عليه السلام في توحيد الله تعالى
( توحيد ) أيها الناس اتقوا هؤلاء المارقة الذين يشبهون الله بأنفسهم ، يضاهئون قول الذين كفروا من أهل الكتاب بل هو الله ليس كمثله شيء و هو السميع البصير لا تدركه الابصار و هو يدرك الابصار و هو اللطيف الخبير . استخلص الوحدانية و الجبروت و أمضى المشيئة و الارادة و القدرة و العلم بما هو كائن . لا منازع له في شيء من أمره و لا كفو له يعادله و لا ضد له ينازعه و لا سمي له يشابهة و لا مثل له يشاكله . لا تتداوله الامور و لا تجري عليه الاحوال و لا تنزل عليه الاحداث و لا يقدر الواصفون كنه عظمته و لا يخطر على القلوب مبلغ جبروته ، لانه ليس له في الاشياء عديل و لا تدركه العلماء بألبابها ( 1 ) و لا أهل التفكير بتفكيرهم إلا بالتحقيق ( 2 ) إيقانا بالغيب لانه لا يوصف بشيء من صفات المخلوقين و هو الواحد الصمد ، ما تصور في الاوهام فهو خلافه . ليس برب من طرح تحت البلاغ ، و معبود من وجد في هواء أو هواء . هو في الاشياء كائن لا كينونة محظور بها عليه ( 3 ) و من الاشياء بائن لا بينونة غائب عنها ، ليس بقادر من قارنه ضد أو" بقية الحاشية من الصفحة الماضية " في مواضع كثيرة ، منها قوله سبحانه " و جاهدوا في الله حق جهاده " و قوله : " و الذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا " إلى ذلك و كذا جهاد العدو القريب الذي يخاف ضرره قال الله سبحانه : " قاتلوا الذين يلونكم من الكفار " و كذا كل جهاد مع العدو و قال الله تعالى : " فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم " إلى ذلك من الايات و هذا هو الفرض الذي لا يقام السنة إلا به . و الجهاد الذي هو سنة على الامام هو أن يأتى العدو بعد تجهيز الجيش حيث كان يؤمن ضرر العدو و لم يتعين على الناس جهاده قبل أن يأمرهم الامام به فإذا أمرهم به صار فرضا عليهم و صار من جملة ما فرض الله عليهم فهذا هو السنة التي إنما يقام بالفرض . و أما الجهاد الرابع الذي هو السنة فهو مع الناس في إحياء كل سنة بعد اندراسها واجبة كانت أو مستحبة فإن السعي في ذلك جهاد مع من أنكرها . ( قاله الفيض - رحمه الله - في بيان الحديث في الوافي ) .(1) كذا في النسخ . 2 - التحيق : التصديق و الاستثناء منقطع أى و لكن يدرك بالتصديق بما أخبر عنه الحجج إيمانا بالغيب . 3 - في بعض النسخ [ لا كينونية محظور بها عليه ] .