مقدمة المؤلف
مقدمة المؤلف بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي جعل الحمد له من حاجة منه إلى حمد حامديه طريقا من طرق الاعتراف بلا هوتيته و صمدانيته و ربانيته و سببا إلى المزيد من رحمته و محجة للطالب من فضله ( 1 ) و مكن في إبطان اللفظ حقيقة الاعتراف لبر أنعامه ( 2 ) فكان من أنعامه الحمد له على أنعامه ، فناب الاعتراف له بأنه المنعم عن كل حمد باللفظ و إن عظم . و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، شهادة بزغت عن إخلاص الطوي ( 3 ) و نطق اللسان بها عبارة عن صدق خفي ، إنه الخالق البارئ المصور له الاسماء الحسني ، ليس كمثله شيء ، إذ كان الشيء من مشيئته و كان لا يشبهه مكونه . و أشهد أن محمدا عبده و رسوله ، استخلصه في القدم على سائر الامم ، على علم منه بانفراده عن التشاكل و التماثل من ابناء الجنس ، و انتجبه آمرا و ناهيا عنه ( 4 ) ، أقامه في سائر عالمه في الاداء مقامه ، إذ لا تدركه الابصار و لا تحويه خواطر الافكار ، و لا تمثله غوامض الظنن ( 5 ) في الاسرار ، لا إله إلا هو الملك الجبار ،
1 - المحجة : جادة الطريق .
2 - في بعض النسخ [ الاعتراف له بانعامه ] .
3 - البزوغ : الطلوع ، بزغت الشمس : طلعت . و الطوى : الاضمار و الاستتار .
4 - انتجبه : اختاره و اصطفاه .
5 - كذا .