* ( ما روى عن النبى صلى الله عليه وآله ) * وصيته صلى الله عليه وآله وسلم لامير المؤمنين عليه السلام
بسم الله الرحمن الرحيم ( ما روى عن النبي صلى الله عليه و آله في طوال هذه المعاني ) ( وصيته لامير المؤمنين عليه السلام ) يا علي إن من اليقين أن لا ترضى أحدا بسخط الله و لا تحمد أحدا بما آتاك الله و لا تذم أحدا على ما لم يؤتك الله ، فإن الرزق لا يجره حرص حريص و لا تصرفه كراهة كاره ، إن الله بحكمه و فضله جعل الروح و الفرح في اليقين و الرضا ، و جعل الهم و الحزن في الشك و السخط . يا علي إنه لا فقر أشد من الجهل و لا مال أعود من العقل ( 1 ) و لا وحدة أوحش من العجب و لا مظاهرة أحسن من المشاورة ( 2 ) و لا عقل كالتدبير و لا حسب كحسن الخلق ( 3 ) و لا عبادة كالتفكر . يا علي آفة الحديث الكذب . و آفة العلم النسيان . و آفة العبادة الفترة . ( 4 ) و آفة السماحة المن . ( 5 ) و آفة الشجاعة البغي و آفة الجمال الخيلاء . و آفة الحسب الفخر ( 6 ) . يا علي عليك بالصدق و لا تخرج من فيك كذبة أبدا و لا تجترئن على خيانة أبدا ، و الخوف من الله كأتك تراه . و أبذل مالك و نفسك دون دينك و عليك بمحاسن الاخلاق فاركبها و عليك بمساوي الاخلاق فاجتنبها .
رواها البرقى في كتاب الاشكال و القرائن من المحاسن ص 17 مسندا عن أبى عبد الله عن آبائه عن النبي صلى الله عليه و عليهم أجمعين و فيه [ و إن اليقين ] . و أعلم أن جميع ما روى عنه صلى الله عليه و آله في هذا الكتاب كانت موجودة في كتب الفريقين ، رووها بأسانيدهم المعنعنة عن مشيخة العلم و الحديث و لذلك لم نتعرض لتخريجها من كتب الاصحاب لقلة ثمرها و عدم الحاجة إليها و إنما تعرضنا لبعضها لاجل اختلافها و هذا دأبنا في جميع الكتاب .
1 - الا عود : الانفع .
2 - المظاهرة : المعاونة و فى المحاسن [ أوثق من المشاورة ] .
3 - زاد في المحاسن [ و لا ورع كالكف و لا حسب كحسن الخلق ] .
4 - الفترة : الانكسار و الضعف و أيضا الهدنة . و زاد في المحاسن [ و آفة الحسب الفخر ] .
5 - زاد في المحاسن [ و آفة الظرف الصلف ] . و السماحة : الجود .
6 - زاد في المحاسن [ يا على انك لا تزال بخير ما حفظت وصيتي أنت مع الحق و الحق معك اه ] .