حكمه عليه السلام ودرر كلامه
عقوبة للمؤمن في الدنيا و عذاب له فيها . و أما الكافر فنقمة عليه في الدنيا و سوء العذاب في الآخرة و لا يكون ذلك إلا بذنب و الذنب من الشهوة و هي من المؤمن خطاء و نسيان و أن يكون مستكرها و ما لا يطيق . و ما كان من الكافر فعمد و جحود و اعتداء و حسد و ذلك قول الله عز و جل : " كفارا حسدا من عند أنفسهم ( 1 ) " . ( و من حكمه عليه السلام ) لا يصلح من لا يعقل ( 2 ) . و لا يعقل من لا يعلم . و سوف ينجب من يفهم . و يظفر من يحلم . و العلم جنة . و الصدق عز . و الجهل ذل . و الفهم مجد ( 3 ) . و الجود نجح . و حسن الخلق مجلبة للمودة . و العالم بزمانه لا تهجم عليه اللوابس ( 4 ) . و الحزم مشكاة الظن ( 5 ) و الله ولي من عرفه و عدو من تكلفه . و العاقل غفور و الجاهل ختور ( 6 ) . و إن شئت أن تكرم فلن . و إن شئت أن تهان فاخشن . و من كرم أصله لان قلبه . و من خشن عنصره غلظ كبده ( 7 ) . و من فرط تورط ( 8 ) . و من خاف العاقبة تثبت فيما لا يعلم . و من هجم على أمر بغير علم جدع أنف نفسه ( 9 ) . و من لم يعلم لم يفهم . و من لم يفهم لم يسلم . و من لم يسلم لم يكرم . و من لم يكرم تهضم . و من تهضم كان ألوم ( 10 ) . و من كان كذلك كان أحرى أن يندم . إن قدرت أن لا تعرف فافعل . و ما عليك إذا لم يثن الناس1 - سورة البقرة آية 103 2 - رواها الكليني في الكافى ج 1 ص 26 و فيه [ لا يفلح من لا يعقل ] . 3 - المجد : العز و الرفعة . و النجح : الفوز و الظفر . 4 - اللبس - بالفتح - . الشبهة ، أى لا تدخل عليه الشبهات . 5 - المشكاة : كوة نافذة و أيضا : ما يوضع فيها المصباح . و فى الكافى [ و الحزم مساءة الظن ] و المساءة مصدر ميمى . 6 - ختر - كضرب و نصر - ختورا : خبث و فسد . و الختر : الغدر و الخديعة . 7 - العنصر : الاصل . " و غلظ كبده " أى قسا قلبه . 8 - أى من قصر في طلب الحق و فعل الطاعات أوقع نفسه في ورطات المهالك . 9 - أى ذل نفسه . 10 - تهضم من باب التفعل . و فى بعض النسخ [ يهضم ] في الموضعين أى يظلم و يغصب .