كلامه عليه السلام في وجوه الجهاد
في بيت المقدس فتحبس في يمين الصخرة و تزلف الجنة للمتقين و جهنم في يسار الصخرة في تخوم الارضين و فيها الفلق و السجين ( 1 ) فتفرق الخلائق من عند الصخرة ، فمن وجبت له الجنة دخلها من عند الصخرة و من وجبت له النار دخلها من عند الصخرة . ( 2 ) ( وجوه الجهاد ) سئل عن الجهاد سنة أو فريضة ؟ فقال عليه السلام : الجهاد على أربعة أوجه : فجهادان فرض و جهاد سنة لا يقام إلا مع فرض و جهاد سنة ، فأما أحد الفرضين فجهاد الرجل نفسه ( 3 ) عن معاصي الله و هو من أعظم الجهاد و مجاهدة الذين يلونكم من الكفار فرض . و أما الجهاد الذي هو سنة لا يقام إلا مع فرض فإن مجاهدة العدو فرض على جميع الامة لو تركوا الجهاد لاتاهم العذاب و هذا هو من عذاب الامة و هو سنة على الامام . وحده أن يأتي العدو مع الامة فيجاهدهم . و أما الجهاد الذي هو سنة فكل سنة أقامها الرجل و جاهد في إقامتها و بلوغها و إحيائها فالعمل و السعي فيها من أفضل الاعمال لانها إحياء سنة و قد قال رسول الله صلى الله عليه و آله : " من سن سنة حسنة فله أجرها و أجر من عمل بها إلى يوم القيامة من أن ينقص من أجورهم شيئا ( 4 ) .1 - في معاني الاخبار عن أبى عبد الله عليه السلام قال [ الفلق ] : صدع في النار فيه سبعون ألف دار : في كل دار سبعون ألف بيت في كل بيت سبعون ألف أسود في جوف كل أسود سبعون ألف جرة سم لابد لاهل النار أن يمروا عليها . و فى تفسير القمي : جب في جهنم يتعوذ أهل النار من شدة حره سأل الله أن يأذن له أن يتنفس فاذن له فتنفس فأحرق جهنم . و السجين : واد في جهنم . و فى بعض النسخ [ السجيل ] و هو أيضا واد فيها . أو حجارة طبخت بنارها أو طين طبخ بها . 2 - نقله المجلسي ( رحمه الله ) في البحار ج 4 ص 123 و قال بعده : الظاهر أن هذا الخبر مختصر من الخبر السابق [ ص 228 ] و انما اشتبه اسم أحد السبطين صلوات الله عليهما بالاخر . 3 - رواه الكليني في الكافى ج 1 ص 329 من الفروع . عن أبى عبد الله عليه السلام . و فى التهذيب أيضا ج ص 42 عنه عليه السلام و فيهما [ فاما أحد الفرضين . فمجاهدة الرجل نفسه ] . 4 - الفريضة : ما أمر الله به في كتابه و شدد أمره و هو انما يكون واجبا و السنة ما سنه النبي صلى الله عليه و آله و ليس بتلك المثابة من التشديد و هو قد يكون واجبا و قد يكون مستحبا و جهاد النفس مذكور في القرآن " بقية الحاشية في الصفحة الاتية "