ذكره عليه السلام الايمان والارواح واختلافها
يحفز بها الحيزوم ( 1 ) و يغص بها الحلقوم ، لا يسمعه النداء و لا يروعه الدعاء فيا طول الحزن عند انقطاع الاجل . ثم يراح به على شرجع ( 2 ) نقله أكف أربع ، فيضجع في قبره في لبث و ضيق جدث فذهبت الجدة ( 3 ) و انقطعت المدة و رفضته العطفة و قطعته اللطفة ، لا تقاربه الاخلاء و لا يلم به الزوار ( 4 ) و لا اتسقت به الدار . انقطع دونه الاثر و استعجم دونه الخبر ( 5 ) . و بكرت ورثته ، فاقتسمت تركته و لحقه الحوب و أحاطت به الذنوب . فإن يكن قدم خيرا طاب مكسبه . و إن يكن قدم شرا تب منقلبه . و كيف ينفع نفسا قرارها و الموت قصارها ( 6 ) و القبر مزارها ، فكفى بهذا واعظا . كفى يا جابر أمض معي فمضيت معه حتى أتينا القبور ، فقال : يا أهل التربة و يا أهل الغربة أما المنازل فقد سكنت . و أما المواريث فقد قسمت و أما الازواج فقد نكحت . هذا خبر ما عندنا ، فما خبر ما عندكم ؟ ثم أمسك عني مليا . ثم رفع رأسه فقال : و الذي أقل السماء فعلت ( 7 ) و سطح الارض فدحت لو أذن للقوم في الكلام ، لقالوا : إنا وجدنا خير الزاد التقوي . ثم قال : يا جابر إذا شئت فارجع . ( ذكره عليه السلام الايمان و الارواح و اختلافها ) أتاه رجل فقال له : إن أناسا يزعمون أن العبد لا يزني و هو مؤمن . و لا يشرب الخمر و هو مؤمن . و لا يأكل الربا و هو مؤمن . و لا يسفك دما حراما و هو مؤمن .1 - كذا و الحيزوم : وسط الصدر أو ما استدار بالصدر و الظهر و البطن . و الحفز الدفع و حفزت فلانا بالرمح طعنته . و من كذا ازعجته . و يغص بها أى يضيق بها فلا يسوغ . 2 - راح : ذهب في الرواح أى العشى و عمل فيه و يستعمل لمطلق الذهاب و المضي أيضا . و الشرجع - بالجيم كعسكر - الطويل و النعش و الجنازة و السرير و الخشب الطويلة الربعة . 3 - الجدة : الوجد : القدرة و الغني . 4 - ألم بفلان : أتاه فنزل به . 5 - استعجم : سكت عجزا و لم يقدر عليه . بكرت : أسرعت و تقدمت . و الحوب : الاثم . 6 - تب : خسر . قصارها - بفتح و ضم - غاية جهدها و آخر أمرها . 7 - أقل و استقل السماء : رفعها .