تحف العقول عن آل الرسول صلی الله علیهم

اب‍ی‌ م‍ح‍م‍د ال‍ح‍س‍ن ‌ب‍ن‌ ع‍ل‍ی ‌ب‍ن‌ ال‍ح‍س‍ی‍ن‌ ب‍ن‌ ش‍ع‍ب‍ه‌ ال‍ح‍ران‍ی‌؛ مصحح:‌ ع‍ل‍ی‌ اک‍ب‍ر غ‍ف‍اری‌

نسخه متنی -صفحه : 516/ 182
نمايش فراداده

في حبرة إلا أعقبته عبرة ( 1 ) و لم يلق من سرائها بطنا إلا منحته من ضرائها ظهرا ( 2 ) و لم تطله فيها ديمة رخاء ( 3 ) إلا هتفت عليه مزنة بلاء . إذا هي أصبحت منتصرة أن تمسي له منكرة ( 4 ) . و إن جانب منها اعذوذب لامرء و احلولى ، أمر عليه جانب منها فأوبى ( 5 ) و ان لبس امرؤ منها في جناح أمن إلا أصبح في أخوف خوف ( 6 ) غرارة ، غرور ما فيها ، فانية فان من عليها . لا خير في شيء من زادها إلا التقوي . من أقل منها استكثر مما يؤمنه و من استكثر منها لم يدم له و زال عما قليل عنه . كم من واثق بها قد فجعته وذي طمأنينة إليها قد صرعته . وذي حذر قد خدعته . و كم ذي ابهة فيها قد صيرته حقيرا . وذي نخوة قد ردته جائعا فقيرا . و كم ذي تاج قد أكبته لليدين و الفم . سلطانها ذل ( 7 ) و عيشها رنق . و عذبها اجاج . و حلوها صبر ( 8 ) . حيها بعرض موت . و صحيحها بعرض سقم . و منيعها بعرض اهتضام ( 9 ) . و ملكها مسلوب و عزيزها مغلوب و أ منها منكوب ( 10 ) وجارها محروب و من وراء ذلك سكرات الموت و زفراته و هول المطلع

1 - العبرة بالفتح - : الدمعة .

2 - كأن المراد بالبطن و الظهر الاقبال و الادبار .

3 - الديمة - بالكسر - : مطر يدوم في سكون و لا رعد . الرخاء - بالفتح - : السعة في العيش . و المزنة - بالضم - : القطعة من المزن أى السحاب . و يحتمل أن يكون كما في النهج [ و لم تطله فيها ديمة رخاء إلا هتنت عليه مزنة بلاء ] . الطل : المطر الضعيف . و طلت السماء الارض : قطرت عليها الطل . و هتنت المزن : تتابع مطرها و انصب .

4 - في النهج [ و حرى إذا اصبحت له منتصرة أن تمسى له منكرة ] .

5 - اعذوذب و احلولى : افعوعل - من ابنية المبالغة - من العذوبة و الحلاوة . فاوبى : صار كثير الوباء .

(6) في النهج [ الا أصبح على قوادم خوف ] .

7 - في النهج [ دول ] . و فى بعض النسخ [ زل ] بالزاي .

8 - رنق : ككدر لفظا و معنى . و الصبر - ككتف - و قد تسكن الباء نادرا : عصارة شجر مر .

9 - المنيع : العزيز الشديد الذي لا يقدر عليه . و اهتضمه : دفعه عن موضعه و ظلمه و كسر عليه حقه .

10 - المنكوب : المصاب بنكبة : و المحروب : الذي سلب ماله و ترك بلا شيء .