تحف العقول عن آل الرسول صلی الله علیهم نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
و الوقوف بين يدي الحاكم العدل " ليجزي الذين أساؤوا بما عملوا و يجزي الذين أحسنوا بالحسنى " ا لستم في مساكن من كان أطول منكم أعمارا و أبين آثارا وأعد منكم عديدا و أكثف منكم جنودا و أشد منكم عنودا ( 1 ) . تعبدوا للدنيا أي تعبد و آثروها أي إيثار . ثم ظعنوا عنها بالصغار ( 2 ) . أ فهذه تؤثرون ؟ أم على هذه تحرصون ؟ أم إليها تطمئنون ؟ يقول الله : " من كان يريد الحيوة الدنيا و زينتها نوف إليهم أعمالهم فيها و هم فيها لا يبخسون أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار و حبط ما صنعوا فيها و باطل ما كانوا يعملون ( 3 ) " فبئست الدار لمن لم يتهيبها ( 4 ) و لم يكن فيها على وجل . و اعلموا - و أنتم تعلمون - أنكم تاركوها لابد و إنما هي كما نعت الله : " لعب و لهو و زينة و تفاخر بينكم و تكاثر في الاموال و الاولاد " ( 5 ) فاتعظوا فيها بالذين كانوا يبنون بكل ريع آية يعبثون و يتخذون مصانع لعلهم يخلدون ( 6 ) و بالذين قالوا : " من أشد منا قوة " ( 7 ) و اتعظوا بمن رأيتم من إخوانكم كيف حملوا إلى قبورهم و لا يدعون ركبانا و أنزلوا و لا يدعون ضيفانا ( 8 ) . و جعل لهم من الضريح أكنان ( 9 ) و من التراب أكفان و من الرفات جيران ( 10 ) . فهم جيرة ( 11 ) لا يجيبون داعيا و لا يمنعون ضيما . لا يزورون