تحف العقول عن آل الرسول صلی الله علیهم

اب‍ی‌ م‍ح‍م‍د ال‍ح‍س‍ن ‌ب‍ن‌ ع‍ل‍ی ‌ب‍ن‌ ال‍ح‍س‍ی‍ن‌ ب‍ن‌ ش‍ع‍ب‍ه‌ ال‍ح‍ران‍ی‌؛ مصحح:‌ ع‍ل‍ی‌ اک‍ب‍ر غ‍ف‍اری‌

نسخه متنی -صفحه : 516/ 201
نمايش فراداده

في قصارى كلماته عليه السلام

فإنفاقه بثه إلى حفظته و رواته . و اعلموا أن صحبة العلم و اتباعه دين يدان الله به . و طاعته مكسبة للحسنات ممحاة للسيئات و ذخيرة للمؤمنين و رفعة في حياتهم و جميل الاحدوثة عنهم بعد موتهم ( 1 ) . إن العلم ذو فضائل كثيرة فرأسه التواضع . و عينه البراءة من الحسد . و أذنه الفهم . و لسانه الصدق . و حفظه الفحص . و قلبه حسن النية . و عقله معرفة الاسباب بالامور . و يده الرحمة . و همته السلامة . و رجله زيارة العلماء . و حكمته الورع . و مستقره النجاة . و قائده العافية . و مركبه الوفاء . و سلاحه لين الكلام و سيفه الرضي . و قوسه المداراة . و جيشه محاورة العلماء . و ماله الادب . و ذخيرته اجتناب الذنوب . و زاده المعروف و مأواه الموادعة ( 2 ) . و دليله الهدى . و رفيقه صحبة الاخيار ( 3 ) . ( و روي عنه عليه السلام في قصار هذه المعاني ( 4 ) ) قال عليه السلام : من كنوز الجنة البر و إخفاء العمل و الصبر على الرزايا ( 5 ) و كتمان المصائب . و قال عليه السلام : حسن الخلق خير قرين . و عنوان صحيفة المؤمن حسن خلقه . و قال عليه السلام : الزاهد في الدنيا من لم يغلب الحرام صبره و لم يشغل الحلال شكره . و كتب إلى عبد الله بن عباس ( 6 ) . أما بعد فإن المرء يسره درك ما لم يكن ليفوته و يسوءه فوت ما لم يكن ليدركه ، فليكن سرورك بما نلته من آخرتك و ليكن أسفك على ما فاتك منها . و ما نلته من الدنيا فلا تكثرن به فرحا . و ما فاتك منها فلا تأسفن عليه حزنا . و ليكن همك فيما بعد الموت .

1 - الاحدوثة : ما يتحدث به الناس و المراد الثناء و الكلام الجميل .

2 - الموادعة : المصالحة و المسالمة .

(3) في الكافى [ محبة الاخيار ] .

4 - كل ما كان في هذا الباب فهو موجود في كتب أصحابنا كالخصال و الكافي و الامالى و كشف الغمة و المناقب و كنز الفوائد و النهج و إرشاد المفيد و أمثالها و فى كتب العامة أيضا كحلية الاولياء و المناقب لا بن الجوزي و مطالب السؤول و أمثالها . و إنما تعرضنا لبعضها لاجل اختلاف كان فيه .

5 - الرزايا : جمع الزرية : المصيبة العظيمة .

6 - منقول في النهج بأدنى اختلاف .