يختلفون فيه . و قد خلت لهم من الله سنة ( 1 ) و مضى فيهم من الله حكم إن في ذلك لذكرى للذاكرين . و اعقلوه ( 2 ) إذا سمعتموه عقل رعاية و لا تعقلوه عقل رواية ، فإن رواة الكتاب كثير و رعاته قليل و الله المستعان . ( جوابه عليه السلام عن مسائل سئل عنها ) ( في خبر طويل كتبنا منه موضع الحاجة ) بعث معاوية رجلا متنكرا يسأل أمير المؤمنين عليه السلام عن مسائل سأله عنها ملك الروم فلما دخل الكوفة و خاطب أمير المؤمنين عليه السلام أنكره فقرره فاعترف له بالحال ( 3 ) فقال أمير المؤمنين عليه السلام : قاتل الله ابن آكلة الاكباد ما أضله و أضل من معه ، قاتله الله لقد أعتق جارية ما أحسن أن يتزوجها ، حكم الله بيني و بين هذه الامة قطعوا رحمي و صغروا عظيم منزلتي و أضاعوا أيامي . علي بالحسن و الحسين و محمد ، فدعوا ، فقال عليه السلام : يا أخا أهل الشام هذان ابنا رسول الله صلى الله عليه و آله و هذا إبني فاسأل أيهم أحببت ، فقال الشامي : أسأل هذا ، يعني الحسن عليه السلام ( 4 ) . ثم قال :
1 - في بعض النسخ [ سبقة ] . (2) في روضة الكافى [ اعقلوا الحق ] . 3 - رواه الصدوق رحمه الله في الخصال مسندا عن أبى جعفر عليه السلام و الطبرسي في الاحتجاج و فتال النيسابوري في الروضة عنه عليه السلام و الراوندي في الخرائج قال : بينا أمير المؤمنين ( ع ) في الرحبة و الناس عليه متراكمون فمن بين مستفت و من بين مستعد إذ قام اليه رجل فقال : السلام عليك يا أمير المؤمنين و رحمة الله و بركاته . فنظر إليه أمير المؤمنين بعينيه هاتيك العظيمتين ثم قال : و عليك السلام و رحمة الله و بركاته من أنت ؟ فقال : أنا رجل من رعيتك و أهل بلادك . قال : ما أنت من رعيتي و لا من أهل بلادي و لو سلمت على يوما واحدا ما خفيت على . فقال : الامان يا أمير المؤمنين . فقال أمير المؤمنين عليه السلام : هل أحدثت في مصري هذا حدثا منذ دخلته ؟ قال : لا . قال : فلعلك من رجال الحرب قال : نعم قال : إذا وضعت الحرب أوزارها فلا بأس . قال : أنا رجل بعثني إليك معاوية متغفلا لك أسألك عن شيء بعث فيه ابن الاصفر و قال له : أن كنت أحق بهذا الامر و الخليفة بعد محمد صلى الله عليه و آله فأجبني عما أسألك فانك إذا فعلت ذلك لابتعثك و بعثت إليك بالجائزة فلم يكن عنده جواب و قد أقلقه ذلك فبعثني إليك لاسألك عنها . فقال أمير المؤمنين عليه السلام : قاتل الله إبن أكله الاكباد - إلى آخر الخبر مع اختلاف يسير . 4 - في الخصال [ يعنى الحسن ( ع ) و كان صبيا فقال له الحسن عليه السلام : سلني عما بدا لك ؟ فقال الشامي : كم بين الحق الخ ] . و قوله : " كان صبيا " فيه ما فيه لكونه عليه السلام جاوز الثلاثين حينذاك .