تحف العقول عن آل الرسول صلی الله علیهم

اب‍ی‌ م‍ح‍م‍د ال‍ح‍س‍ن ‌ب‍ن‌ ع‍ل‍ی ‌ب‍ن‌ ال‍ح‍س‍ی‍ن‌ ب‍ن‌ ش‍ع‍ب‍ه‌ ال‍ح‍ران‍ی‌؛ مصحح:‌ ع‍ل‍ی‌ اک‍ب‍ر غ‍ف‍اری‌

نسخه متنی -صفحه : 516/ 400
نمايش فراداده

من يعقل السوأل عنها ؟ قال عليه السلام : فاغتنم جهله عن السوأل حتى تسلم من فتنة القول و عظيم فتنة الرد . و اعلم أن الله لم يرفع المتواضعين بقدر تواضعهم و لكن رفعهم بقدر عظمته و مجده . و لم يؤمن الخائفين بقدر خوفهم و لكن آمنهم بقدر كرمه وجوده . و لم يفرج المحزونين ( 1 ) بقدر حزنهم و لكن بقدر رأفته و رحمته . فما ظنك بالرؤوف الرحيم الذي يتودد إل من يؤذيه بأوليائه ، فكيف يمن يؤذى فيه . و ما ظنك بالتواب الرحيم الذي يتوب على من يعاديه ، فكيف بمن يترضاه ( 2 ) و يختار عداوة الخلق فيه . يا هشام من أحب الدنيا ذهب خوف الآخرة من قبله و ما أوتي عبد علما فازداد للدنيا حبا إلا ازداد من الله بعدا و ازداد الله عليه غضبا . يا هشام إن العاقل اللبيب من ترك ما لا طاقة له به . و أكثر الصواب في خلاف الهوى . و من طال أمله ساء عمله . يا هشام لو رأيت مسير الاجل لالهاك عن الامل . يا هشام إياك و الطمع . و عليك باليأس مما في أيدي الناس . و أمت الطمع من المخلوقين ، فإن الطمع مفتاح للذل ، ( 3 ) و اختلاس العقل ، و اختلاق المروات ( 4 ) ، و تدنيس العرض ، و الذهاب بالعلم ، و عليك بالاعتصام بربك و التوكل عليه . و جاهد نفسك لتردها عن هواها ، فإنه وجب عليك كجهاد عدوك . قال هشام : فقلت له فأي الاعداء أوجبهم مجاهدة ؟ قال عليه السلام : أقربهم إليك و أعداهم لك و أضرهم بك و أعظمهم لك عداوة و أخفاهم لك شخصا مع دنوه منك ، و من يحرض ( 5 ) أعداءك عليك

1 - في بعض النسخ [ و لم يفرح المحزونين ] .

2 - يترضاه : أى يطلب رضاه .

3 - في بعض النسخ [ الذل ] .

4 - الاختلاق : الافتراء . و في بعض النسخ [ و أخلاق ] و الظاهر انه جمع خلق - بالتحريك - أى البالى . و العرض : النفس و الخليقة المحمودة - و أيضا : ما يفتخر الانسان من حسب و شرف .

5 - في بعض النسخ [ و من يحرص ] . و في بعضها [ و يحرص من ] .