تحف العقول عن آل الرسول صلی الله علیهم نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
بعد مقته دنياك و لا آخرتك . و كن في الدنيا كساكن دار ليست له ، إنما ينتظر الرحيل . يا هشام مجالسة أهل الدين شرف الدنيا و الآخرة . و مشاورة العاقل الناصح يمن و بركة و رشد و توفيق من الله ، فإذا أشار ( 1 ) عليك العاقل الناصح فإياك و الخلاف فإن في ذلك العطب ( 2 ) . يا هشام إياك و مخالطة الناس و الانس بهم إلا أن تجد منهم عاقلا و مأمونا فآنس به و أهرب من سايرهم كهربك من السباع الضارية ( 3 ) . و ينبغي للعاقل إذا عمل عملا أن يستحيي من الله . و إذا تفرد له بالنعم أن يشارك في عمله أحدا غيره ( 4 ) . و إذا مر بك ( 5 ) أمران لا تدري أيهما خير و أصوب ، فانظر أيهما أقرب إلى هواك فخالفه ، فإن كثير الصواب في مخالفة هواك . و إياك أن تغلب الحكمة و تضعها في أهل الجهالة ( 6 ) قال هشام : فقلت له : فإن وجدت رجلا طالبا له أن عقله لا يتسع لضبط ما القي إليه ؟ قال عليه السلام : فتلطف له في النصيحة ، فإن ضاق قلبه [ ف ] - لا تعرضن نفسك للفتنة . و أحذر رد المتكبرين ، فإن العلم يدل على أن يملى على من لا يفيق ( 7 ) . قلت : فإن لم أجد