تحف العقول عن آل الرسول صلی الله علیهم

اب‍ی‌ م‍ح‍م‍د ال‍ح‍س‍ن ‌ب‍ن‌ ع‍ل‍ی ‌ب‍ن‌ ال‍ح‍س‍ی‍ن‌ ب‍ن‌ ش‍ع‍ب‍ه‌ ال‍ح‍ران‍ی‌؛ مصحح:‌ ع‍ل‍ی‌ اک‍ب‍ر غ‍ف‍اری‌

نسخه متنی -صفحه : 516/ 426
نمايش فراداده

كلامه عليه السلام في الاصطفاء

على الوجود الذي هو التربيع و التدوير و التثليث لان الله يدرك بالاسماء و الصفات و لا يدرك بالتحديد . فليس ينزل بالله شيء من ذلك حتى يعرفه خلقه معرفتهم لانفسهم ، و لو كانت صفاته لا تدل عليه و أسماؤه لا تدعو إليه لكانت العبادة من الخلق لاسمائه و صفاته دون معناه و لو كان كذلك لكان المعبود الواحد الله لان صفاته غيره . قال له عمران : أخبرني عن التوهم خلق هو ( 1 ) أم خلق ؟ قال الرضا عليه السلام : بل خلق ساكن لا يدرك بالسكون و إنما صار خلقا ، لانه شيء محدث ، الله الذي أحدثه ، فلما سمي شيئا صار خلقا . و إنما هو الله و خلقه لا ثالث غيرهما و قد يكون الخلق ساكنا و متحركا و مختلفا و مؤتلفا و معلوما و متشابها و كل ما وقع عليه اسم شيء فهو خلق . ( و من كلامه عليه السلام في الاصطفاء ) ( 2 ) لما حضر علي بن موسى عليهما السلام مجلس المأمون ( 3 ) و قد اجتمع فيه جماعة علماء أهل العراق و خراسان . فقال المأمون : أخبروني عن معنى هذه الآية " ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا ( 4 ) - الآية - " ؟ فقالت العلماء : أراد الله الامة كلها . فقال المأمون : ما تقول يا أبا الحسن ؟ فقال الرضا عليه السلام : لا أقول كما قالوا و لكن أقول : أراد الله تبارك و تعالى بذلك العترة الطاهرة عليهم السلام . فقال المأمون : و كيف عني العترة دون الامة ؟ . فقال الرضا عليه السلام : لو أراد الامة لكانت بأجمعها في الجنة ، لقول الله : فمنهم ظالم

1 - في العيون [ الا تخبرني عن الابداع خلق هو أم خلق ] .

2 - رواه الصدوق في المجالس و العيون مع اختلاف أشرنا إلى بعضها .

3 - في العيون [ بمرو ] .

4 - سورة فاطر آية 29 .