تحف العقول عن آل الرسول صلی الله علیهم نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
له و لا شيء معه ( 1 ) ، فرد لا ثاني معه . و لا معلوم - و لا مجهول - ( 2 ) و لا محكم و لا متشابه و لا مذكور و لا منسا ( 3 ) و لا شيء يقع عليه اسم شيء من الاشياء ( 4 ) كلها . فكان البدئ قائما بنفسه ، نور غني مستغن عن غيره ، لا من وقت كان و لا إلى وقت يكون . و لا على شيء قام و لا إلى شيء استتر ( 5 ) . و لا في شيء استكن . و لا يدرك القائل مقالا إذا خطر بباله ضوء أو مثال أو شبح أو ظل . و ذلك كله قبل الخلق في الحال التي لا شيء فيها غيره ( 6 ) و الحال أيضا فى هذا الموضع ، فإنما هي صفات محدثة و ترجمة من متوهم ليفهم . أفهمت يا عمران ؟ قال : نعم . قال الرضا : عليه السلام : إعلم أن التوهم و المشيئة و الارادة معناها واحد و اسماؤها ثلاثة و كان أول توهمه و إرادته و مشيئته الحروف التي جعلها أصلا لكل شيء و فاصلا لكل مشكل و لم يجعل في توهمه معنى أنفسها متناهي و لا وجود لانها متوهمة بالتوهم ، و الله سابق التوهم ، لانه ليس قبله شيء و لا كان معه شيء . و التوهم سابق للحروف فكانت الحروف محدثة بالتوهم و كان التوهم و ليس قبل الله مذهب و التوهم من الله الله و لذلك صار فعل كل شيء غيره وحد كل شيء غيره وصفة كل شيء الموصوف وحد كل شيء المحدود . و ذلك لان الحروف إنما هي مقطعة قائمة برؤوسها لا تدل نفوسها ، فإذا ألفتها و جمعت منها أحرفا كانت تدل على غيرها من أسماء و صفات . و اعلم أنه لا يكون صفة لغير موصوف و لا اسم لغير معنى و لا حد لغير محدود . و الاسماء و الصفات كلها تدل على الكمال و الوجود و لا تدل على الاحاطة كما تدل