و قال له ابن السكيت ( 1 ) : ما الحجة على الخلق اليوم ؟ فقال عليه السلام : العقل يعرف به الصادق على الله فيصدقه و الكاذب على الله فيكذبه . فقال ابن السكيت : هذا و الله هو الجواب . و قال عليه السلام : لا يقبل الرجل يد الرجل ، فإن قبلة يده كالصلاة له ( 2 ) . و قال عليه السلام : قبلة الام على الفم . و قبلة الاخت على الخد . و قبلة الامام بين عينيه . و قال عليه السلام : ليس لبخيل راحة ، و لا لحسود لذة ، و لا لملول وفاء و لا لكذوب مروة .
1 - هو أبو يوسف يعقوب بن إسحاق الذروقى الاهوازي من رجال الفرس ، المعروف بإبن السكيت كان أحد إعلام اللغويين وجها بذة المتأدبين ، حامل لواء علم العربية و الادب و الشعر و اللغة و يتصرف في أنواع العلوم ، ثقة جليل القدر عظيم المنزلة و كان من عظماء الشيعة و من خواص أصحاب الامام التاسع و العاشر و كان المتوكل الخليفة العباسي قد ألزمه تأديب أولاده و كان في أول أمره يؤدب مع أبيه بمدينه السلام في درب القنطرة صبيان العامة حتى احتاج إلى الكسب فجعل يتعلم النحو . و كان أبوه رجلا صالحا و أديبا عالما و كان من أصحاب الكسائي حسن المعرفة بالعربية و حكى عنه أنه كان قد حج فطاف بالبيت وسعى و سأل الله تعالى أن يعلم ابنه العلم . كان لا بن السكيت تصانيف جيدة مفيدة منها إصلاح المنطق في اللغة و نقل عن ابن خلكان انه قال بعد نقل كلام : " و لا شك أنه من الكتب النافعة الممتعة الجامع لكثير من اللغة و لا يعرف في حجمه مثله في بابه و قد عني به جماعة و اختصره الوزير أبو القاسم الحسين بن على المعروف بإبن المغربي . و هذبه الخطيب أبو زكريا التبريزي - إلى أن قال - : و لم يكن بعد ابن الاعرابى أعلم باللغة من ابن السكيت إلخ " . كان مولده رحمه الله في حوالى سنة 186 و عاش نحو ثمان و خمسين سنة و قتله المتوكل العباسي و سببه ان المتوكل قال له يوما : ايما احب إليك ابناى هذان اى المعتز و المؤيد ام الحسن و الحسين [ عليهما السلام ] ؟ فقال ابن السكيت : و الله إن قنبر خادم على بن ابى طالب خير منك و من ابنيك . فقال المتوكل للاتراك : سلوا لسانه من قفاه ، ففعلوا فمات و قيل : اثنى على الحسن و الحسين . و لم يذكر ا بنية . فامر المتوكل فداسوا بطنه فحمل إلى داره فمات بعد غد ذلك اليوم رحمة الله عليه - . 2 - في الكافى ج 2 ص 185 باسناده عن رفاعة بن موسى عن أبى عبد الله عليه السلام قال : لا يقبل رأس احد و لا يده إلا [ يد ] رسول الله أو من أريد به رسول الله صلى الله عليه و آله .