تحف العقول عن آل الرسول صلی الله علیهم

اب‍ی‌ م‍ح‍م‍د ال‍ح‍س‍ن ‌ب‍ن‌ ع‍ل‍ی ‌ب‍ن‌ ال‍ح‍س‍ی‍ن‌ ب‍ن‌ ش‍ع‍ب‍ه‌ ال‍ح‍ران‍ی‌؛ مصحح:‌ ع‍ل‍ی‌ اک‍ب‍ر غ‍ف‍اری‌

نسخه متنی -صفحه : 516/ 483
نمايش فراداده

موطنا و سماها الله كثيرة فسر المتوكل بذلك و صدق بثمانين درهما . و قال عليه السلام : إن لله بقاعا يحب أن يدعى فيها فيستجيب لمن دعاه و الحير منها ( 1 ) . و قال عليه السلام : من اتقى الله يتقى . و من أطاع الله يطاع . و من أطاع الخالق لم يبال سخط المخلوقين . و من أسخط الخالق فلييقن أن يحل به سخط المخلوقين . و قال عليه السلام : إن الله لا يوصف إلا بما وصف به نفسه ، وأنى يوصف الذي تعجز الحواس أن تدركه و الاوهام أن تناله و الخطرات أن تحده و الابصار عن الاحاطة به . نأى في قربه و قرب في نأيه ، كيف الكيف بغير أن يقال : كيف ، و أين الاين بلا أن يقال : أين ، هو منقطع الكيفية و الاينية ، الواحد الاحد ، جل جلاله و تقدست أسماؤه . و قال الحسن بن مسعود ( 2 ) : دخلت على أبي الحسن علي بن محمد عليهما السلام و قد نكبت إصبعي ( 3 ) . و تلقاني راكب و صدم كتفي و دخلت في زحمة ( 4 ) فخرقوا على بعض ثيابي ، فقلت : كفاني الله شرك من يوم فما أيشمك ( 5 ) . فقال عليه السلام لي : يا حسن هذا و أنت تغشانا ( 6 ) ترمي بذنبك من لا ذنب له ، قال الحسن : فأثاب إلى عقلي و تبينت خطائي ، فقلت : يا مولاي استغفر الله ، فقال : يا حسن ما ذنب الايام حتى صرتم تتشئمون بها إذا جوزيتم بأعمالكم فيها ، قال الحسن : أنا أستغفر الله أبدا و هي توبتي يا ابن رسول الله ؟ قال عليه السلام : و الله ما ينفعكم و لكن الله يعاقبكم بذمها على ما لا ذم عليها فيه ، أما

1 - الحير - بالفتح - : مخفف حائر و المراد ان الحائر الحسينى عليه السلام من هذه البقاع .

2 - لم نظفر في احد من المعاجم بمن سمى بهذا الاسم من اصحاب ابى الحسن العسكري عليه السلام و لعله هو الحسن بن سعيد الاهوازي من اصحاب الرضا و الجواد و أبى الحسن العسكري عليهم السلام و هو الذي أوصل على بن مهزيار و إسحاق بن إبراهيم الحضينى إلى الرضا عليه السلام حتى جرت الخدمة على أيديهما ، كان ثقة هو و أخوه الحسين و له كتب ، اصله كوفي و انتقل مع اخيه إلى الاهواز و كانا أوسع أهل زمانهما علما بالفقه و الاثار و المناقب .

3 - نكبت اصبعى : خدشت و اصابته خدشة .

4 - الزحمة : مصدر كالزحام من زحم - كمنع - : ضايقه و دافعه في محل ضيق . و خرق الثوب : مزقه .

5 - كذا . و الظاهر [ فما أشأمك ] .

6 - غشا يغشو - فلانا - : اتاه . و غشى يغشى - المكان - : اتاه .