مکاتیب الرسول (ص)

علی الأحمدی المیانجی

جلد 1 -صفحه : 637/ 145
نمايش فراداده

كتاب المنذر اليه ص وموته ، كتابه ص لرفاعة بن زيد الجذامي

فلما وصل الكتاب إلى المنذر فقرئه ، قال العلاء بن الحضرمي - رسول رسول الله صلى الله عليه و اله - يا منذر انك عظيم العقل في الدنيا فلا تقصرن عن الاخرة ، ان هذه المجوسية شر دين ينكح فيها ما يستحيا من نكاحه و يأكلون ما يتكره من أكله و تعبدون في الدنيا نارا تأكلكم يوم القيمة و لست بعديم العقل و لا رأى ، فانظر هل ينبغى من لا يكذب في الدنيا ان لا نصدقه و لمن لا يخون ان لا نائتمنة ، و لمن لا يخلف ان لا نثق به ، فان كان هذا هكذا فهذا هو النبي الامى الذي و الله لا يستطيع ذو عقل ان يقول ليت ما امر به نهى عنه أو ما نهى عنه امر به .

فقال المنذر قد نظرت في هذا الذي في يدى فوجدته للدنيا دون الاخرة ، و نظرت في دينكم فرأيته للاخرة و الدنيا فما يمنعنى من قبول دين فيه امنية الحياة و راحة الموت ، و لقد عجبت أمس ممن يقبله ، و عجبت اليوم ممن يرده ، و ان من اعظام من جاء به ان يعظم رسوله ( 1 ) .

فاسلم و كتب إلى النبي صلى الله عليه و اله " اما بعد يا رسول الله فانى قرأت كتابك على أهل البحرين ، فمنهم من احب الاسلام و أعجبه و دخل فيه و منهم من كرهه فلم يدخل فيه ، و بارضى يهود و مجوس ، فاحدث إلى امرك في ذلك " ( 2 ) فأقره النبي صلى الله عليه و اله على عمله ، كما وعده و تتابع بينهما الكتب بعد ذلك في الصدقة ، و الجزية و غيرهما ، و سيأتي بعيد هذا .

مات المنذر بعد الرسول صلى الله عليه و آله بالقرب من وفاته و قبل ردة أهل البحرين ( 3 ) . و كان قد قدم عليه عمرو بن العاص و حضر وفاته ، فقال المنذر لعمرو : كم جعل صلى الله عليه و اله للميت من ماله عند الموت ؟ قال الثلث قال : فما ترى ان اصنع في ثلث مالى ؟ قال ان شئت قسمته في سبيل الخير و ان شئت جعلت غلته تجري بعدك على من شئت ، قال ما احب ان اجعل شيئا من مالى كالسائبة و لكني أقسمه .

1 - سيرة زيني دحلان هامش الحلبية ج 3 ص 74 و السيرة الحلبية ج 3 ص 283 .

2 - سيرة زيني دحلان هامش الحلبية ج 3 ص 73 و الحلبية ج 3 ص 284 .

3 - الحلبية و سيرة زيني دحلان و الطبقات الكبرى ج 1 ص 263 و أسد الغابة و الاصابة و الكامل ج 2 ص 82 و الطبري ج 2 ص 519 و معجم البلدان ج 1 في لفظة بحرين .