مکاتیب الرسول (ص)

علی الأحمدی المیانجی

جلد 1 -صفحه : 637/ 514
نمايش فراداده

معنى الصلاة

صلى الله عليه و اله الاجر الكثير بقوله صلى الله عليه و اله و سلم " الصلاة و الرحمة و الهدى " اشارة إلى الاية الكريمة " الذين إذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله و انا اليه راجعون .

أولئك عليهم صلوات من ربهم و رحمة و اولئك هم المهتدون " البقرة 156 جعل الله سبحانه للصابرين الصلوات و الرحمة منه تعالى ، و قال انهم المهتدون .

الصلاة : قيل ان اصلها التعظيم ، و سميت العبادة المخصوصة صلاة لما فيها من تعظيم الرب.

فاما قولنا أللهم صل على محمد فمعناه عظمه في الدنيا باعلاء ذكره.

( ية ) فالصلوة بمعنى الدعاء استعمال مجازي بالعناية ، فصلواته تعالى على المصاب تعظيمه له باعلاء ذكره و ترفيع درجته في الدنيا و الاخرة .

قال الراغب قال كثير من أهل اللغة هى الدعاء و التبريك و التمجيد ، يقال صليت عليه اى دعوت له و زكيته فصلواته تعالى على العبد تمجيده و تزكيته و ثناء جميل له ( كما قال الطبرسي في تفسير الاية ) و عن ابن عباس : بركات من ربهم . و قيل مغفرة من ربهم ، و الاوجه الاول لان التزكية و الثناء و التمجيد تعظيم ايضا .

الرحمة : اى نعمة عاجلا و آجلا ( كذا قال الطبرسي ) و الظاهر انها الاحسان مع الرقة ، و هي في الله سبحانه الاحسان الذي ينشأ من العناية الربانية و الصفة الرحيمية ( من دون رقة ) اى يحسن سبحانه إلى المصاب إحسانا حقيقيا ، في مقابل ما يعطى الله سبحانه استدراجا و إملاء للطاغين و المردة . و اهتدائه واضح بعد عرفانه ان الله و تعالى تبارك هو المالك ، و ان ولده كان نعمة أعاره ثم استعاده ، و صبره و احتسابه اذ ذلك هداية حقة لا ريب فيها .

قوله صلى الله عليه و اله و سلم " فلا تجمعن عليك مصيبتين " احديهما فوات النعمة ، و ثانيهما زوال الاجر .

قوله صلى الله عليه و آله " فلو قدمت على ثواب مصيبتك " الثواب اصله الثوب بمعنى الرجوع قال الراغب هو ما يرجع إلى الانسان : من جزاء اعماله ، فيسمى الجزاء ثوابا تصورا انه هو الا ترى كيف جعل الله تعالى الجزاء نفس الفعل ، في قوله " فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره " و لم يقل جزائه . و الثواب يقال في الخير و الشر ،