معتبر فی شرح المختصر

أبی القاسم جعفر بن الحسن المحقق الحلی؛ ناظر: ناصر مکارم شیرازی

جلد 1 -صفحه : 461/ 12
نمايش فراداده

الدال على الصدق، فيتلقى بالقبول أو أمرهو نواهيه، و يذعن بالتسليم لما يسنه ويقرره.

و لما قضت الحكمة بالعدم، و أوجبت فناءالأمم، لزم أن يوعز ما لقن من أحكامه، ولقن أقسامه إلى أئمة ينوبون منابه ويقومون مقامه، يحفظون ما أودعه و يؤدون ماشرعه، لا تعلق بهم عوارض الالتباس و لايسندون الى استحسان و لا قياس ليوثق بمايؤخذ عنهم كما قال اللّه سبحانهلَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُمِنْهُمْ.

و لما كانت الحوادث قد تفرض و الموانع قدتعرض، ندب اللّه سبحانه الى التفقه، فقلتنبه الغافلون و يهتم المهملون فَلَوْ لانَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْطائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِوَ لِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذارَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْيَحْذَرُونَ و قال رسول اللّه صلّى اللهعليه وآله: «طلب العلم فريضة» و قال عليعليه السّلام: «العلم مخزون عند أهله و قدأمرتم بطلبه منهم» و قال جعفر بن محمد «لوعلم الناس ما في طلب العلم لطلبوه و لوبسفك المهج و خوض اللجج» لكن لم يبذل لكلطالب و لا تيسر لكل راغب بل خص به من رشدتخلائقه، و حمدت طرائقه تعظيما لقدره، وتفخيما لأمره، و صونا لسره، فقال سبحانه:تنبيها و تذكيرا يُؤْتِي الْحِكْمَةَمَنْ يَشاءُ وَ مَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَفَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً فلهذاكان الفقهاء أعظم الناس أقدارا، و أكرمهمآثارا، و أظهرهم اسرارا، و أظهرهم ذكرا وانتشارا، و أكثرهم أتباعا و أنصارا، لايضرهم خذلان الخاذلين، و لا يغض منهمأغراض الجاهلين، بل صحبتهم طاعة، و فرقتهمإضاعة.