[مقدمة الكتاب]
بسم اللّه الرّحمن الرّحيم الحمد للّه ذيالقوة الباهرة، و السطوة القاهرة، والنعمة الغامرة، و الرحمة الوافرة،المرتفع عن تمثيل الخواطر الخاطرة، وتحصيل النواظر الناظرة، المنعم بإرسالالرسل المتواترة لإرشاد الفطن الحائرة، وإخماد الفتن الثائرة، أحمده حمدا تقيل لهالمساعي البائرة، و تقل معه الدواعيالفاترة، و ترغم به الأنوف النافرة، وتحسم به الدوائر الدائرة، و أشهد أن لا إلهإلا اللّه شهادة أستدفع بها الأهوالالفاقرة، و أسترفع بها الاعمال القاصرة، وصلى اللّه على صاحب الدعوة الطاهرة، والملة السائرة، سيدنا «محمد» ذي الأعرافالفاخرة، و الأخلاق الطاهرة، و على ذريتهالأنجم الزاهرة، و البحار الزاخرة، صلاةتخرق الحجب الساترة و تسبق الاعدادالحاصرة.و بعد: فان القواعد العقلية، و الشواهدالنقلية، قاضية بأن أتم الأسباب معتصما، وأهمها متمسكا و ملتزما، استعمال قوتيالنظر و العمل، هذه لتحصيل سعادة المعاد،و تلك لتحصين العقائد من تطرق وجوه الفساد.
و لما لم يكن كل عمل موصلا و لا كل نظرمحصلا افتقر الإنسان إلى مرشد ليسلكبتوفيقه جادة الصواب، و يأمن بتثقيفهالوقوع في مادة الاضطراب، فأوجبت الحكمةنصب نبي يتلقى الآداب الشرعية عن وحيالهي، ثمَّ يؤيد بالعجز الحق