هذا الفن يقف على شيء من مقاصد هذاالكتاب فيستشكله، و يحمل فكره فيه فلايحصله، فعزله بذهنه الجامد على التأويلالمفاسد، و يدعو الى متابعته لظنهالإصابة، فهو كما قيل أساء سمعا فأساءاجابة فعليك بإمعان النظر فيما يقال،مستفرغا وسعك في درء الاحتمال، فاذا تعينلك الوجه فهناك فقل، و الا فاعتصمبالتوقف، فإنه ساحل الهلكة.
تتمة: أنك في حال فتواك مخبر عن ربك و ناطقبلسان شرعه، فما أسعدك إن أخذت بالجزم، وما أخيك إن بنيت على الوهم، فاجعل فهمكتلقاء قوله تعالى:
وَ أَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ ما لاتَعْلَمُونَ و انظر الى قوله تعالى قُلْأَ رَأَيْتُمْ ما أَنْزَلَ اللَّهُلَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُحَراماً وَ حَلالًا قُلْ آللَّهُ أَذِنَلَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ وتفطّن كيف قسم مستند الحكم الى القسمين،فما لم يتحقق الإذن، فأنت مفتر.