معتبر فی شرح المختصر

أبی القاسم جعفر بن الحسن المحقق الحلی؛ ناظر: ناصر مکارم شیرازی

جلد 1 -صفحه : 461/ 13
نمايش فراداده

قال أمير المؤمنين عليه السّلام لولدهمحمد رضي اللّه عنه: «تفقه في الدين، فانالفقهاء ورثة الأنبياء» و ان طالب العلمليستغفر له من في السموات و من في الأرض،حتى الطير في جو السماء، و الحوت في البحر،و ان الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلمرضى به و قال الصادق عليه السّلام:«الأنبياء حصون، و العلماء سادة» و قد خصاللّه طائفتنا باقتفاء الصدق، و اتباعالحق، لتلقي الاحكام عن رؤساء أهل البيت،فهم معتمدون على التحقيق، مستندون الىالذكر الوثيق، لا يلوون على قائل بظنه،شارع برأيه، يقول على اللّه ما لا يعلم، ويفتي بالوهم، و ساء ما يتوهم، و لما تعددتالتبع، و ظهرت البدع، و أقام كل فريق رأسا،يقتدون ببدعته، و يتعبدون بشرعته، وجب أنينشر أهل الحق ما علموه، و يظهروا ماكتموه، قال النبي صلّى الله عليه وآله:«إذا ظهرت البدع في أمتي، فليظهر العالمعلمه، فمن لم يفعل فعليه لعنة اللّه».

و لما كانت الكتابة مناط الفهم، و رباطالعلم، و صراط العصمة من الوهم، كما قالجعفر بن محمد: «اكتبوا فإنكم لا تحفظون حتىتكتبوا» و قال للمفضل:

«اكتب، و بث كتبك في إخوانك، فإنه يأتيعلى الناس زمان، لا يأنسون الا بالكتب»أحببت أن أكتب دستورا يجمع أصول المسائل وأوائل الدلائل أذكر فيه خلاف الأعيان منفقهائنا، و معتمد الفضلاء من علمائنا، وألحق بكل مسئلة من الفروع ما يمكن إثباتهبالحجة، و سياقته الى المحجة، فقطعتالحوادث عن ذلك القصد، و منعت الكواربورود ذلك الورد، حتى اتفق لنا إحضار كتابالشرائع بالمختصر